ثم قال تعالى : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك ( من الظلمات إلى النور ) {[36759]} }[ 5 ] : قوله : { أن أخرج } {[36760]} ( أن ) في موضع نصب على تقدير حذف ( حرف ) {[36761]} الجر . والتقدير : بأن {[36762]} أخرج .
( وقيل : ( أن ) زائدة ، ومثله : كتبت إليه أن قم ) {[36763]} : ومعنى الآية { ولقد أرسلنا موسى } {[36764]} من قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، بالأدلة {[36765]} والحجج والآيات ، وهي التسع آيات {[36766]} المذكورة في القرآن {[36767]} بأن {[36768]} يخرج قومه من الكفر إلى الإيمان ، ويذكرهم {[36769]} : { بأيام الله }[ 5 ] : أي : ينعم الله عليهم في الأيام الخالية ، إذ أنقذهم {[36770]} من آل فرعون ، ومما كانوا فيه من العذاب ، وإذ فلق {[36771]} لهم البحر ، وظلل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المن والسلوى في أشباه لهذا من النعم . قاله مجاهد ، وقتادة {[36772]} .
( وكذلك رواه ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم {[36773]} أنه قال : بأيام الله : بنعم الله {[36774]} ) .
قال مالك ، ( رحمه الله ) {[36775]} { بأيام الله }[ 5 ] : ببلاء الله الحسن عندهم {[36776]} ، وأياديه {[36777]} .
وقال ابن زيد {[36778]} : المعنى : وذكره بالأيام {[36779]} التي انتقم الله ، عز وجل {[36780]} فيها من الأمم الماضية ، فيتعظوا ، ويزدجروا ويخافوا {[36781]} أن يصيبهم مثل ما أصاب من كان قبلهم {[36782]} ، ودل على ذلك قوله بعد الآية : { ألم ياتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود }[ 9 ] ، ثم قال : { إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور }[ 5 ] : والمعنى : إن في النعم التي مضت على الأمم الخالية ، وأن {[36783]} في النعم التي أنعم عليكم لعلامات ظاهرة ، لكل ذي صبر على {[36784]} / طاعة الله عز وجل {[36785]} وشكر له على ما أنعم عليه من نعمه {[36786]} ، ( جلت عظمته ) {[36787]} {[36788]}
وقال قتادة عند {[36789]} تلاوة هذه الآية : نعم العبد عبد {[36790]} إذا ابتلي صبر ، وإذا أعطي شكر {[36791]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.