الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ أَنۡ أَخۡرِجۡ قَوۡمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (5)

ثم قال تعالى : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك ( من الظلمات إلى النور ) {[36759]} }[ 5 ] : قوله : { أن أخرج } {[36760]} ( أن ) في موضع نصب على تقدير حذف ( حرف ) {[36761]} الجر . والتقدير : بأن {[36762]} أخرج .

( وقيل : ( أن ) زائدة ، ومثله : كتبت إليه أن قم ) {[36763]} : ومعنى الآية { ولقد أرسلنا موسى } {[36764]} من قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، بالأدلة {[36765]} والحجج والآيات ، وهي التسع آيات {[36766]} المذكورة في القرآن {[36767]} بأن {[36768]} يخرج قومه من الكفر إلى الإيمان ، ويذكرهم {[36769]} : { بأيام الله }[ 5 ] : أي : ينعم الله عليهم في الأيام الخالية ، إذ أنقذهم {[36770]} من آل فرعون ، ومما كانوا فيه من العذاب ، وإذ فلق {[36771]} لهم البحر ، وظلل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المن والسلوى في أشباه لهذا من النعم . قاله مجاهد ، وقتادة {[36772]} .

( وكذلك رواه ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم {[36773]} أنه قال : بأيام الله : بنعم الله {[36774]} ) .

قال مالك ، ( رحمه الله ) {[36775]} { بأيام الله }[ 5 ] : ببلاء الله الحسن عندهم {[36776]} ، وأياديه {[36777]} .

وقال ابن زيد {[36778]} : المعنى : وذكره بالأيام {[36779]} التي انتقم الله ، عز وجل {[36780]} فيها من الأمم الماضية ، فيتعظوا ، ويزدجروا ويخافوا {[36781]} أن يصيبهم مثل ما أصاب من كان قبلهم {[36782]} ، ودل على ذلك قوله بعد الآية : { ألم ياتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود }[ 9 ] ، ثم قال : { إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور }[ 5 ] : والمعنى : إن في النعم التي مضت على الأمم الخالية ، وأن {[36783]} في النعم التي أنعم عليكم لعلامات ظاهرة ، لكل ذي صبر على {[36784]} / طاعة الله عز وجل {[36785]} وشكر له على ما أنعم عليه من نعمه {[36786]} ، ( جلت عظمته ) {[36787]} {[36788]}

وقال قتادة عند {[36789]} تلاوة هذه الآية : نعم العبد عبد {[36790]} إذا ابتلي صبر ، وإذا أعطي شكر {[36791]} .


[36759]:ما بين القوسين ساقط من ط.
[36760]:ق: أن.
[36761]:ساقط من ط.
[36762]:ساقط من ق.
[36763]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[36764]:ط: صم.
[36765]:ق: بالدلالة.
[36766]:ق: التسعة الآيات، ط: التسع الآيات.
[36767]:وهو قول مجاهد في: تفسيره 440.
[36768]:ق: أن.
[36769]:ق: وذكرهم.
[36770]:ط: أبعدهم.
[36771]:ق: ملق.
[36772]:انظر قول مجاهد في: تفسيره 440، وانظر: القولين معا في: جامع البيان 16/221، والجامع 9/224، وتفسير ابن كثير 2/810.
[36773]:ط: عليه السلام.
[36774]:هذا الحديث رواه الطبري في جامع البيان 16/522، وأورده ابن كثير في تفسيره 2/810، وعزاه في الجامع 9/224، إلى أُبي، الذي رواه مرفوعا.
[36775]:ما بين القوسين ساقط من ط.
[36776]:ط: وعندهم.
[36777]:انظر هذا القول في: أحكام ابن العربي 3/1116 حيث عقب عليه بقوله: وهذا التفسير يستمد من بحر النعم وانظر: الجامع 9/342، والقبس 2/168 في كتاب التفسير.
[36778]:ق: زبيد.
[36779]:ق: بأيام.
[36780]:ساقط من ق.
[36781]:ط: ويخافون.
[36782]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/522.
[36783]:ط: أو ان.
[36784]:ق: على على وهو سهو من الناسخ.
[36785]:ساقط من ق.
[36786]:ط: نعمة.
[36787]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[36788]:انظر هذا المعنى بتمامه في: جامع البيان 16/523.
[36789]:ساقط من ق.
[36790]:في النسختين معا: عبدا والتصويب من الطبري.
[36791]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/323، والجامع 9/224، وتفسير ابن كثير 2/810.