الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ أَنۡ أَخۡرِجۡ قَوۡمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (5)

قوله تعالى : { أَنْ أَخْرِجْ } : يجوز أن تكونَ " أنْ " مصدريةً ، أي : بأَنْ أخْرِجْ . والباءُ في " بآياتنا " للحال ، وهذه للتعدية . ويجوز أن تكونه مفسرةً للرسالة . وقيل : بل هي زائدةٌ ، وهو غلطٌ .

قوله : { وَذَكِّرْهُمْ } يجوز أن يكونَ منسوقاً على " أَخْرِجْ " فيكونَ من التفسير ، وأن لا يكونَ منسوقاً ، فيكونَ مستأنفاً . و " أيام الله " عبارةٌ عن نِعَمه ، كقوله :

وأيامٍ لنا غُرٍّ طِوالٍ *** عَصَيْنا المَلْكَ فيها أن نَدِينا

أو نَقَمه ، كقوله :

وأيامُنا مشهورةٌ في عَدُوِّنا *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ووجهه : أنَّ العرب تتجوَّزُ فَتُسْنِدُ الحَدَثَ إلى الزمان مجازاً ، وتُضيفُه إليها كقولهم : نهارٌ صائمٌ ، وليل قائمٌ ، ومَكْرُ الليلِ .