بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ أَنۡ أَخۡرِجۡ قَوۡمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (5)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بئاياتنا } يعني : باليد والعصا { أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ } يعني : ادع قومك { مِنَ الظلمات إِلَى النور } يعني : من الكفر إلى الإيمان { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله } يعني : خوّفهم بمثل عذاب الأمم الخالية ، ليؤمنوا . وقال مجاهد : أيام نعمه . وكذلك قال قتادة والسدي . يعني : ذكرهم نعمائي ليؤمنوا بي . وروي في الخبر أن الله تعالى أوحى إلى موسى أن حببني إلى عبادي ، قال : يا رب كيف أحببك إلى عبادك ، والقلوب بيدك ؟ فأوحى الله إليه أن ذكرهم نعمائي .

ثم قال : { إِنَّ فِى ذَلِكَ لاَيَاتٍ } يعني : في الذي فعلت بالأمم الخالية ، وما أعطيتهم من النعم لعلامات { لّكُلّ صَبَّارٍ } على طاعة الله ، والصبار هو البالغ في الصبر { شَكُورٍ } يعني : شكور لنعم الله تعالى ، وهو على ميزان فَعُول وهو المبالغة في الشكر .