ثم لما بيّن أن المقصود من بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور أراد أن يبين أن الغرض من إرسال الأنبياء لم يكن إلاّ ذلك ، وخصّ موسى بالذكر لأن أمته أكثر الأمم المتقدّمة على هذه الأمة المحمدية فقال : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بئاياتنا } أي : متلبساً بها ، والمراد بالآيات : المعجزات التي لموسى ، ومعنى { أَنْ أَخْرِجْ } أي : أخرج ، لأن الإرسال فيه معنى القول ، ويجوز أن يكون التقدير بأن أخرج ، والمراد بقومه بنو إسرائيل بعد ملك فرعون . { مِنَ الظلمات } من الكفر أو من الجهل الذي قالوا بسببه : { اجعل لَّنَا إلها كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } [ الأعراف : 138 ] . { إِلَى النور } إلى الإيمان ، أو إلى العلم { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله } أي : بوقائعه . قال ابن السكيت : العرب تقول الأيام ، في معنى الوقائع ، يقال : فلان عالم بأيام العرب ، أي : بوقائعها . وقال الزجاج : أي ذكرهم بنعم الله عليهم وبنقم أيام الله التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود ، والمعنى : عظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي : في التذكير بأيام الله ، أو في نفس أيام الله { لآيَاتٍ } لدلالات عظيمة دالة على التوحيد وكمال القدرة { لّكُلّ صَبَّارٍ } أي : كثير الصبر على المحن والمنح { شَكُورٍ } كثير الشكر للنعم التي أنعم الله بها عليه ؛ وقيل : المراد بذلك كل مؤمن ، وعبَّر عنه بالوصفين المذكورين ؛ لأنهما ملاك الإيمان ، وقدّم الصبار على الشكور ؛ لكون الشكر عاقبة الصبر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.