جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومٗا مَّحۡسُورًا} (29)

{ وَلاَ{[2833]} تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ } لا تمسكهما{[2834]} عند البذل كل الإمساك حتى كأنها مقبوضة إلى عنقك ، { وَلاَ تَبْسُطْهَا } بالخير ، { كُلَّ الْبَسْطِ } تمثيلان لمنع الشحيح وإسراف المبذر ، { فَتَقْعُدَ } تصير ، { مَلُومًا } يلومك الناس ويذمونك إن بخلت ، { مَّحْسُورًا{[2835]} } نادما إن بسطت كل بسط وأيضا دابة عجزت عن السير ضعفا تسمى حسيرا فعلى ما فسرنا من اللف والنشر وجاز أن يكونا متعلقين بالإسراف فإن المسرف ملوم عند الله والناس نادم عن فعله ، أو بكل من البخل والسرف قيل : نزلت حين وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ولم يجد ما يلبسه للخروج حين أذنوا للصلاة .


[2833]:ولما بالإيتاء ونهى عن التبذير الممنوع توجه إلى طريق الإيتاء فقال: "ولا تجعل يدك" الآية / 12 وجيز.
[2834]:في الأصل: تمسكها ما.
[2835]:وهذا أمر في شأن المتعارف في الناس كما أنه لا يجوز السفر الطويل من غير زاد ماء في مفازة وصاحب التوكل حق التوكل مستثنى ولهذا قال – صلى الله عليه وسلم ـ (لو توكلتم على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير يغدو خماصا و يروح بطانا، ولما نهى العباد عن الشح والإسراف الملومية والحسورية أجاب عما سيعرض من الأذهان فقال: "إن ربك" الآية / 12 وجيز. [أخرجه أحمد (1/30) والترمذي (2/55 ـ بولاق) والحاكم (4/318) قال الترمذي: "حديث صحيح" وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" وأقره الذهبي. وانظر "الصحيحة"].