{ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البسط } تمثيلان لمنع الشحيحِ وإسرافِ المبذِّرِ زجراً لهما عنهما وحملاً على ما بينهما من الاقتصاد : [ الطويل ]
كلا طَرَفَيْ قصدِ الأمورِ ذميمُ{[499]} *** . . . . . . . .
وحيث كان قبحُ الشحِّ مقارِناً له معلوماً من أول الأمر رُوعيَ ذلك في التصوير بأقبح الصور ، ولمّا كان غائلةُ الإسراف في آخره بُيِّن قبحُه في أثره فقيل : { فَتَقْعُدَ مَلُومًا } أي فتصيرَ ملوماً عند الله تعالى وعند الناسِ وعند نفسك إذا احتجتَ وندِمْت على ما فعلت { مَّحْسُوراً } نادماً أو منقطعاً بك لا شيءَ عندك من حسَره السفرُ إذا بلغ منه .
وما قيل من أنه روي عن جابر رضي الله عنه أنه قال : بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ إذ أتاه صبيٌّ فقال : إن أمي تستكْسيك دِرعاً فقال عليه السلام : « من ساعة إلى ساعة فَعُد إلينا » فذهب إلى أمه فقالت له : قل : إن أمي تستكسيك الدرعَ الذي عليك ، فدخل صلى الله عليه وسلم داره ونزَع قميصه وأعطاه وقعد عُرْياناً ، وأذّن بلالٌ ، وانتظروا فلم يخرُجْ للصلاة فنزلت . فيأباه{[500]} أن السورة مكيةٌ خلا آياتٍ في آخرها ، وكذا ما قيل إنه عليه السلام أعطى الأقرعَ بنَ حابس من الإبل وكذا عُيَينةَ بنَ حصنٍ الفزاريَّ فجاء عباسُ بنُ مِرداس فأنشد يقول :
أتجعل نهبي و نهبَ العُبَي *** د بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ
وما كان حِصْنٌ ولا حابس *** يفوقان مِرداسَ في مجمع
و ما كنتُ دون امرئ منهما *** ومَنْ تَضَعِ اليومَ لا يُرفعِ{[501]}
فقال عليه السلام : « يا أبا بكر اقطعْ لسانه عنّي ، أعطه مائةً من الإبل » وكانوا جميعاً من المؤلفة القلوب فنزلت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.