قوله : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } [ 29 ] إلى قوله { وساء سبيلا } [ 32 ] .
هذا مثل ضربه الله [ عز وجل ] للممتنع من الإنفاق في طاعة الله [ عز وجل ] وفي الحقوق التي أوجبها الله [ سبحانه ] ، فجعل المانع لذلك كالمشدودة يده إلى عنقه لا يقدر على الأخذ بها{[40836]} والإعطاء{[40837]} .
والخطاب للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] والمراد به أمته ، والمعنى : ولا تمسكوا أيديكم بخلا عن النفقة في الله ، فتكونوا كالمغلولة يداه إلى عنقه ، ولا تبسطوها{[40838]} بالنفقة كل البسط{[40839]} ، فتبقون لا شيء لكم ولا تجدون{[40840]} إذا سئلتم ما تعطون سائلكم ، فتقعدون ، وأنتم ذوو لوم ، أن يلومكم سائلوكم إذا لم تعطوهم ، وتلومكم أنفسكم على الإسراف في أموالكم{[40841]} .
ومعنى { محسورا } أي : مقطوعا لا شيء معك ، هذا معنى قول ابن عباس وقتادة . وقال ابن جريج : معناه لا تمسك عن{[40842]} النفقة فيما أمرتك به ، ولا تبسطها بالإنفاق فيما نهيتك{[40843]} عنه ، " فتقعد ملوما " مذنبا " محسورا " منقطعا بك{[40844]} .
وقال ابن زيد : معناه : لا تمسك عن النفقة في الخير ، ولا تنفق في الحق والباطل ، فينفد{[40845]} ما في يديك فلا تجد ما تعطي سائلك فيلومك ، وتقول أعطيت هؤلاء ولم تعطني{[40846]} .
وقيل المعنى لا تبخل فتمنع حق الله [ عز وجل ]{[40847]} ولا تجاوز الحق الواجب{[40848]} في الإنفاق والإعطاء فيبقى قوم من السؤال يتأخرون فلا يجدون ما يأخذون { فتقعد ملوما } يلومك{[40849]} الناس الذين فاتهم العطاء " محسورا " أي منقطعا ليس معك ما تعطي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.