ثم قال تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }[ 75 ] .
أي : قل يا محمد لهؤلاء القائلين – إذا تتلى عليهم آياتنا بينات – أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا من كان منا ومنكم في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا . فهو لفظ أمر ، ومعناه الخبر . أي : جعل الله جزاء ضلالته في الدنيا أن يطول له فيها{[44619]} ، ويمد له كما قال تعالى : { ونذرهم في طغيانهم يعمهون }{[44620]} . لأن{[44621]} لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر ، كأن المتكلم يلزمه نفسه ، كأنه نفسه يقول : أفعل ذلك وآمر نفسي به{[44622]} . فهو أبلغ . فلذلك أتى به على الخبر{[44623]} .
ومعناه : فليعش ما شاء ، وليوسع لنفسه في العمر ، فإن مصيره إلى الموت والعذاب .
قال ابن نجيح معناه : فليدعه في طغيانه{[44624]} .
ثم قال تعالى : { /حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب }[ 76 ] .
يعني به النصر ، فيعذبوا بالقتل والسبي .
( وإما الساعة ) يعني يوم القيامة ، فيصيرون إلى النار . و( إما ) للتخيير{[44625]} . وهي{[44626]} عند المبرد إن زيدت عليها ( ما ) . واستدل على ذلك أن الشاعر إذا اضطر ، جاز له حذف ( ما ) . وليست عند غيره إلا حرفا واحدا . ولم يختلفوا فيها في{[44627]} العطف أنها حرف واحد{[44628]} .
وقال{[44629]} أبو العباس : إذا قلت ضربت إما زيدا وإما عمرا ، فالأولى دخلت لبنية{[44630]} الكلام على الشك ، والثانية للعطف .
وقال ابن كيسان{[44631]} : ( إما ) : للشك والتخيير ، والواو هي العاطفة .
وأجاز الكسائي : إما زيد قائم على النفي بجعل ( إما ) بمنزلة ( ما ) .
وأجاز الفراء أن تأتي ( إما ) مفردة بمنزلة ( أو ) قوله : { فسيعلمون من هو شر مكانا }[ 76 ] .
{ وأضعف جندا } أهم ؟ أم أنتم ؟ يعني : إذا نصر الله المؤمنين .
فأما قراءة طلحة ، فإنما يجوز على تقدير . القلب وإلقاء حركة الهمزة على الياء بعد القلب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.