جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةٗ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (94)

{ قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ } ، أي : في علم الله وحكمه ، { خَالِصَةً } ، أي : خاصة بكم كما تقولون : " لن يدخل الجنة إلا من كان هودا " الآية {[147]} ، منصوب على الحال ، { مِّن دُونِ النَّاسِ } ، أي : الباقين ، { فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ، أي : ادعوا بالموت على الكاذب من الفريقين ، والمراد منه المباهلة كما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف أو معناه فسلوا الموت لأن من أيقن أن مأواه الجنة حن إليها سيما إذا علم أنها لا يشاركه {[148]} فيها غيره .


[147]:البقرة: 111
[148]:وأما المؤمنون فلا يدعون أنهم أحباء الله وأنهم من الفائزين يقيناً، بل يرجون من فضل الله وكذا العشرة المبشرة فحال خوفهم يحال بينهم وبين البشارة لاحتمال أن البشارة مقيدة بقيد ويخافون من سوء العاقبة كما يدل على ذلك تتبع أحوالهم/12 وجيز