{ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ } ، عطف على نبذ ، أي : تركوا كتاب الله واتبعوا كتب السحر التي تقرأها الشياطين وتحدثها ، { عَلَى } : عهد ، { مُلْكِ سُلَيْمَانَ } ، أي : في زمانه وتعديته بعلى لتضمين الكذب فإن الشياطين كتبوا السحر ودفنوه تحت كرسيه ثم لما مات سليمان أو نزع منه ملكه استخرجوه ، وقالوا : تسلطه في الأرض لهذا السحر ، فتعلموه ، وبعضهم نفوا نبوته وقالوا : ما هو إلا ساحر فبرأه الله مما قالوا فقال : { وَمَا كَفَرَ } : عبر عن السحر بالكفر لتغليظه ، { سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ } ، إشارة إلى ما كتبوا من السحر ، { وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } ، عطف على السحر أو على ما تتلوا ، أي : يعلمونهم ما ألهما ، { بِبَابِلَ {[153]} } ، ظرف أو حال ، وهو اسم موضع من الكوفة ، { هَارُوتَ وَمَارُوتَ } ، عطف بيان للملكين وعند بعض من السلف أن ما نافية ، فيكون عطفا على ما كفر ، أي : ما كفر سليمان ولا أنزل على الملكين ، أي : جبريل وميكائيل ، فإن سحرة اليهود زعموا أن السحر أنزل على لسانهما {[154]} إلي سليمان فردهم الله وعلى هذا ، فقوله : " ببابل " متعلق بيعلمون وهاروت وماروت اسمان لرجلين صالحين ابتلاهما الله تعالى بالسحر {[155]} وقعا بدل بعض {[156]} من الشياطين ، { وَمَا يُعَلِّمَانِ } ، أي : الملكان ، أو الرجلان ، { مِنْ أَحَدٍ } ، أي : أحداً ، { حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ } : ابتلاء واختبار ، { فَلاَ تَكْفُرْ } : بتعلمه {[157]} وذلك لأن تعلمه للعمل {[158]} كفر أو تعلم هذا النوع كفر لما فيه من الكفر فهذه نصحية منهما له ، { فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا } ، ضمير الجمع لما دل عليه من أحد ، { مَا يُفَرِّقُونَ } : من السحر ، { بِهِ } : بسببه ، { بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم } ، أي : السحرة ، { بِضَآرِّينَ بِهِ } : السحر ، { مِنْ أَحَدٍ } : أحداً ، { إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ } : إرادته ، { وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ } ، أي : نفعاً يوازي ضره ، ومجمل قصتهما أن الملائكة طعنوا أهل الأرض فسادهم ، فقال الله تعالى لهم : لو كنتم على طبعهم لكنتم مثلهم ، فقالوا : نحن لا نعصي إلهنا ، فاختار الله تعالى من بينهم ملكين من أعبدهم وركب فيهما الشهوة وأرسلهما إلى الأرض فعصيا فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختار عذاب الدنيا ، فالآن هما معذبان إلى يوم القيامة {[159]} والله يمتحن {[160]} عباده بهما ، { وَلَقَدْ عَلِمُواْ } : اليهود ، { لَمَنِ اشْتَرَاهُ } : استبدل السحر بكتاب الله تعالى واللام لام الابتداء علقت علموا عن العمل ، { مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ } : من نصيب ، { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ } ، أي : باعوا ، { أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } : حقيقة {[161]} ما فعلوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.