جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنٗا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِـۧمَ مُصَلّٗىۖ وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ} (125)

{ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ } : الكعبة ، { مَثَابَةً لِّلنَّاسِ } : مرجعاً يأتون ثم يرجعون ثم يأتون أو موضع ثواب ، { وَأَمْناً } : من المشركين أبداً فإنهم لا يتعرضون لأهل مكة ويتعرضون لمن حولها ، أو لا يؤاخذ الجاني الملتجئ إليها كما هو مذهب أبي حنيفة وقيل يأمن الحاج من عذاب الآخرة ، { وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ } ، مقام إبراهيم الحجر المعروف ، أو مسجد الحرام أو الحرم أو مشاعر {[202]} الحج وقد صح {[203]} أن عمر رضي الله عنه قال : يا رسول الله هذا مقام أبينا إبراهيم ؟ قال : نعم ، قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فأنزل الله : " واتخذوا " {[204]} إلخ وهو عطف على عامل إذ أعني اذكر ، أو مقدر بقلنا {[205]} ، { مُصَلًّى } ، يسن الصلاة خلفها أو مدّعى ، { وَعَهِدْنَا } : أمرنا ولأنه بمعنى الوحي عدى بإلى ، { إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ } ، أي : بأن طهراه من الأصنام {[206]} وما لا يليق {[207]} به أو ابنياه على التوحيد على اسمه وحده ، { لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } : لمن يطوف ولمن يجلس في المسجد ولمن يصلى ، أو المراد من الطائفين الغرباء ومن العاكفين المقيمين والركع السجود جمع راكع وساجد .


[202]:كعرفة ومزدلفة ومنى ومن فسر كلمات بمشاعر الحج فسر مصلى بمدعى فإن إبراهيم قام في هذه المواضع ودعا فيه/12 منه
[203]:(*) في حاشية النسخة: في البخاري وغيره/12 منه
[204]:(**) أخرجه البخاري في "التفسير"، باب: قوله ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى (، 4483، وفي غير موضع من صحيحه.
[205]:فيكون عطف على جعلنا البيت/12 منه
[206]:هذا قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعطاء/12 منه
[207]:قال ابن جرير وغيره أنه كان يعبد عند البيت في زمن نوح الأوثان/12 وجيز ومنه