جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ} (120)

{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى } ، كانوا يرجحون أن يرجع محمد عليه الصلاة والسلام إلى دينهم حين كان يصلي إلى قبلتهم ، فلما صرفت القبلة أيسوا منه فأنزل الله ، { حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } : دينهم وقبلتهم ، { قُلْ } : يا محمد ، { إِنَّ هُدَى اللّهِ } : الذي بعثني به ، { هُوَ الْهُدَى } : طريق الحق ، { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم } : آراءهم الباطلة ، { بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ } : القرآن والسنة ، { مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {[199]} } : يدفع عنك العقاب وهو تهديد شديد للأمة .


[199]:وفي هذه الآية من الوعيد الشديد الذي ترجف له القلوب وتتصدع منه الأفئدة ما يوجب على أهل العلم الحاملين لحجج الله سبحانه والقائمين ببيان شرائعه ترك الدهان لأهل البدع المتمذهبين بمذاهب السوء التاركين للعمل بالكتاب والسنة المؤثرين لمحض الرأي عليهما فإن غالب هؤلاء وإن أظهر قبولا وأبان من أخلاقه ليناً لا يرضيه إلا اتباع بدعته والدخول في مداخله والوقوع في حبائله فإن فعل العالم ذلك بعد أن علمه الله من العلم ما يستفيد به أن هدى الله هو ما في كتابه وسنة رسوله لا ما هم عيله من تلك البدع التي هي ضلالة محضة وجهالة بينة ورأى منهار وتقليد على شفا جرف هار فهو ذلك ماله من الله من ولي ولا نصير ومن كان كذلك فهو لا محالة مخذول وهالك بلا شك وشبهة/12 فتح