جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةٖۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (211)

{ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ } ، هو سؤال تقريع ، { كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ } ، معجزة ظاهرة على نبوة موسى ، أو آية في الكتاب على نبوة محمد عليهما السلام ، وكم : مفعول {[373]} ثان {[374]} ، أو مبتدأ {[375]} والعائد محذوف ، وآية : مميزة ، ومن : للفصل ، والجملة إما مفعول {[376]} ثان لسل وتقديره : سلهم قائلا كم آتيناهم ؟ أو في موقع المصدر ، أي : سلهم هذا السؤال ، { وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ } ، أي : آياته ، فإنها أجل نعمة لأنها سبب الهداية فجعلوها سبب الضلالة ، أو حرفوها ، { مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ } ، وعرفوها ، { فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } : يعاقبه أشد {[377]} عقاب .


[373]:أي: لآتيناهم/12 منه
[374]:مفعول ثان، أي: في موضع مفعول ثان، فإن سل هنا متعلقة عن الجملة الاستفهامية، فهي عاملة في المعنى غير عاملة في اللفظ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله إلا الجار، قالوا: وإنما علقت سل وإن لم يكن من أفعال القلوب ؛ لأن السؤال سبب العلم فأجرى السبب مجرى المسبب في ذلك/12 منه
[375]:قال في البحر: هذا لا يجوز عند البصريين إلا في الشعر وقال ابن مالك: لو كان المبتدأ غير كل والضمير مفعول به لم يجز عند الكوفيين حذفه مع بقاء الرفع إلا في الاضطرار، والبصريون يجيزون [في الأصل المطبوع: يخيرون وما أثبت من البحر المحيط لأبي حيان، 2/135، ط دار الكتب العلمية] ذلك في الاختيار ويرونه ضعيفا، فعلى هذا فأي داعية إلى جواز ذلك في القرآن مع إمكان حمله على غير ذلك/12 منه
[376]:مفعول ثان، أي: في موضع مفعول ثان، فإن سل هنا متعلقة عن الجملة الاستفهامية، فهي عاملة في المعنى غير عاملة في اللفظ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله إلا الجار، قالوا: وإنما علقت سل وإن لم يكن من أفعال القلوب ؛ لأن السؤال سبب العلم فأجرى السبب مجرى المسبب في ذلك/12 منه
[377]:وهذا تهديد شديد للكافرين بمحمد عليه السلام وأشرف الصلاة وأكمل التسليمات/12 منه