جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (203)

{ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ {[352]} مَّعْدُودَاتٍ } : أيام التشريق ، والمراد : التكبير بعد الصلوات وعلى الأضاحي وعند الجمرات ، { فَمَن تَعَجَّلَ } : عجل في النفر ، { فِي يَوْمَيْنِ {[353]} } ، ونفر بعد رمي اليوم الثاني { فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ } : في النفر إلى اليوم الثالث ، { فَلا إِثْمَ {[354]} عَلَيْهِ } ، في تأخره ، لا كما قال بعض من أهل الجاهلية ، فإن منهم من أثم المتعجل ومنهم من أثم المتأخر ، { لِمَنِ اتَّقَى } ، أي : التخيير ، أو الأحكام المذكورة ؛ لأنه الحاج حقيقة ، أو عدم الإثم لمن اتقى في حجه ، { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } ، للجزاء .


[352]:وهي أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام بعده وصرح بذلك جماهير السلف/12 منه
[353]:الظرف المثنى إذا عمل فيه الفعل فلا بد من وقوعه في كل من اليومين، وهاهنا لا يمكن فلا بد من توجيه إما بأن يجعل وقوعه في أحدهما كأنه وقع فيهما كقوله تعالى: "يخرج منهما اللؤلؤ" [الرحمن: 22]، و"نسيا حوتهما" [الكهف: 61]، وإما بحذف مضاف، أي: في ثاني يومين/12 منه
[354]:قيل كثير من السلف كعلي وابن عباس وابن مسعود: أن معنى لا إثم عليه – مغفور، يعني: ما بقي له إثم، وقال مجاهد: لا إثم عليه إلى العام القابل/12 منه