الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةٖۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (211)

قوله : ( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) الآية( {[6794]} ) [ 209 ] .

كتبوا في المصحف ( نِعْمَةَ اللَّهِ ) هاهنا بالهاء( {[6795]} ) ، وكذلك في سائر القرآن إلا أحد( {[6796]} ) عشر موضعاً كتبت بالتاء( {[6797]} ) :

في البقرة : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم )( {[6798]} ) [ 229 ] .

وفي آل عمران : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمُ إِذْ كُنتُمُ )( {[6799]} ) [ 103 ] .

وفي المائدة : ( اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمُ إِذْ هَمَّ ) [ 12 ] .

وفي إبراهيم : ( نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً ) [ 30 ] .

وفيها : ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) [ 36 ] .

وفي النحل : ( وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ) [ 72 ] .

/وفيها : ( نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا ) [ 83 ] .

وفيها : ( وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ ) [ 114 ] .

وفي لقمان : ( تَجْرِي فِي البَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ ) [ 30 ] .

وفي فاطر : ( نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ ) [ 3 ] .

وفي : و( {[6800]} )الطور : ( فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ ) [ 27 ] .

والأصل في جميعها التاء ، ولكن من وقف بالهاء فإنما ذلك للفرق بين الأفعال والأسماء نحو " قامت " و " شجرة " ( {[6801]} ) .

[ وقال ]( {[6802]} ) سيبويه : فعل ذلك للفرق بين التاء الأصلية والملحقة والزائدة في " العنت( {[6803]} ) " و " ألفت " ، و " عفريت " ، و " ملكوت " و " شجرة " . وهذه هي التاء الزائدة . ولغة طيء الوقف بالتاء .

وقال الفراء : " من وقف بالتاء ، أراد الوصل ، ومن وقف بالهاء( {[6804]} ) أراد الوقف الصحيح " . وأنكر ذلك ابن كيسان وغيره .

[ وكل ما ]( {[6805]} ) كتب منه بالتاء ، فمذهب المدنيين الوقف بالتاء على ما في المصحف( {[6806]} ) . ومذهب أبي عمرو( {[6807]} ) والكسائي وخلف وابن كيسان الوقف بالهاء على الأصل المشهور وقد قال ابن كيسان : " من وقف بالتاء فإنما نوى أصلها لأن أصلها التاء " .

وقوله( {[6808]} ) : ( كَمَ اتَيْنَاهُم مِّنَ ايَةٍ بَيِّنَةٍ ) [ 209 ] .

يعني العصا وانفجار الحجر وانفلاق البحر ونحوه ، ثم كفروا بعد ذلك وبدلوا هذه النعم ، فأمر الله نبيه عليه السلام/بالصبر وأخبره بفعل من قبله في سالف الدهر ، وقال له : سلهم كم أعطوا من الآيات ثم لم ينفعهم ذلك( {[6809]} ) .

ومعنى ( وَمَنْ يُّبَدِّلُ نِعْمَتَ اللَّهِ ) أي( {[6810]} ) : من يغير ما عاهد الله عليه من قبولا جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الإسلام فيكفر ، فإن الله يعاقبه( {[6811]} ) .


[6794]:- سقط من ق.
[6795]:- في ع2: في الهاء، وهو تحريف.
[6796]:- في ق، ع3: إحدى.
[6797]:- انظر: النشر 2/129.
[6798]:- كتب ناسخ "ع1" نعمت بالهاء في هذه المواضع.
[6799]:- في ع3: كنتم أعداء.
[6800]:- سقط حرف الواو من ق.
[6801]:- انظر: الإيضاح في الوقت والابتداء 1/284، راجع باب الوقف على مرسوم الخط من النشر 1/129.
[6802]:- في ع2: قيل، وهو تحريف.
[6803]:- في ع3: الغنة.
[6804]:- سقط من ع3.
[6805]:- في ع3: كلم، وهو تحريف.
[6806]:- سقط من ع2، ح، ق.
[6807]:- في ق، ع3: عمر.
[6808]:- سقط حرف الواو من ع2، ق.
[6809]:- انظر: هذا التوجيه في: جامع البيان 4/271.
[6810]:- سقط من ع2، ع3.
[6811]:- انظر: هذا التفسير في جامع البيان 4/272.