الآية 211 وقوله تعالى : ( سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ) يحتمل وجوها :
يحتمل أن يكون أمر عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم [ بسؤاله إياهم عما آتاهم من الآيات على إثر سؤالهم منهم بطلب الآيات ، فقال : سل يا محمد كم آتيناهم وأجدادهم من الآيات على يدي موسى ؟ فكفروا به ، ولم يؤمنوا . فأنتم ، وإن آتيناكم آيات لا تؤمنون أيضا . يخبر نبيه عليه السلام ]{[2390]} أن سؤالهم كان سؤال تعنت لا سؤال قبول وتصديق ، والله أعلم .
ويحتمل أن يكون لا على أثر سؤال كان منهم ، ولكن على الابتداء : أن سل{[2391]} علماء بني إسرائيل : الآية . ويحتمل ( سل ) لا على الأمر به في التحقيق والتبيين لأنك{[2392]} لو سألتهم لأخبروك ، أو يكون المراد من ذلك في الذين تضيق صدورهم عند الإخبار أنهم لو جاءتهم الآيات التي سألوا عنها لا يؤمنون ليخبروا بذلك ، فتطمئن بذلك قلوبهم ، فتزول عنها الخطرات وأنواع الوساوس ، والله أعلم .
وقوله : ( ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته ) قيل : ( نعمة الله ) دين الله ؛ من بدله بعد ظهوره وبيانه ، وقيل : ( نعمة الله ) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم أي من كفر به بعد ما علم أنه رسول الله ، ويحتمل ( نعمة الله ) النعم المعروفة التي كان آتاهم من المن والسلوى والغمام وغيرها{[2393]} مما لم يؤت أحدا من العالمين مثلها{[2394]} .
وقوله : ( فإن الله شديد العقاب ) خوفهم عز وجل وحذرهم على تبديل ذلك وتركه والكفر بنبيه صلى الله عليه وسلم بعد معرفتهم أنه حق ، والله أعلم . ويكون تبديل ( نعمة الله ) بتوجيه الشكر إلى غيره ، وهو أن يعبد غيره ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.