فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةٖۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (211)

{ سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } المأمور بالسؤال هو النبي صلى الله عليه وسلم ويجوز أن يكون هو كل فرد من السائلين ، وهو سؤال تقريع وتوبيخ ، والمسؤول عنهم يهود المدينة ، وكم إما استفهامية للتقرير أو خبرية للتكثير ، والآية هي البراهين التي جاء بها أنبياؤهم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وقيل المراد بذلك الآيات التي جاء بها موسى وهي تسع قال أبو العالية : آتاهم الله آيات بينات عصا موسى ويده وأقطعهم البحر ، وأغرقهم عدوهم وهم ينظرون وظللا من الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى .

{ ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته } المراد بالنعمة هنا ما جاءهم من الآيات وقال ابن جرير الطبري : النعمة هنا الإسلام والظاهر دخول كل نعمة أنعم الله بها على كل عبد كائنا من كان ، فوقع منه التبديل لها وعدم القيام بشكرها .

ولا ينافي ذلك كون السياق في بني إسرائيل ، أو كونهم السبب في النزول ، لما تقرر من أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب { فإن الله شديد العقاب } فيه من الترهيب والتخويف ما لا يقادر قدره .