جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ} (214)

{ أَمْ {[381]} حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ } ، أم منقطعة ، ومعنى الهمزة الإنكار ، لما هاجر المسلمون وتركوا الديار والأموال فأصابهم ما أصابهم من الجهد وضيق العيش نزلت تشجيعا لهم وتطييبا لقلوبهم ، { وَلَمَّا يَأْتِكُم } ، أي : لم يأتكم وزيدت عليه {[382]} ما ، { مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ } ، مضوا ، { مِن قَبْلِكُم } : حالهم التي هي مثل في الشدة أو سنتهم { مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء } ، الفقر والأسقام والمصائب والنوائب ، { وَزُلْزِلُواْ } ، بأنواع البلايا وخوف العدو ، { حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } ، أي : إلى الغاية التي يقول الرسول ومن معه فيها ، { مَتَى نَصْرُ اللّهِ } ، أي : بلغ بهم الضجر ولم يبق لهم صبر حتى استبطئوا النصر ، { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } ، أي : قيل لهم ذلك إجابة لطِلْبتهم ، يعني لا بد لكم أن يصيبكم مثل ما أصابهم فتصبروا كما صبروا .


[381]:ولما كانت حكاية الاتفاق ومزيد الاختلاف بعد بعث النبيين وإنزال الكتاب لتشجيع المؤمنين وتثبيتهم على الدين خاطبهم بقوله: "أم حسبتم" الآية/12 وجيز
[382]:وفيها معنى التوقع، يعني الفعل الذي هو الإتيان منتظر/12 منه