جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدٞ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (221)

{ وَلاَ تَنكِحُواْ {[396]} الْمُشْرِكَاتِ {[397]} حَتَّى يُؤْمِنَّ } ، كانت لأبي مرثد الغنوي خليلة مشركة فبعدما أسلم أراد أن يتزوج بها ، فنزلت {[398]} " والمشركات " هاهنا عامة في كل من كفرت بالنبي عليه الصلاة والسلام لكن خصت {[399]} منها حرائر الكتابيات بقوله : " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب " {[400]} ، وقيل : المراد بها عبدة الأوثان ؛ فلا يدخل فيها أهل الكتاب ، { وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ } ، أي : من حرة مشركة كانت لعبد الله بن رواحة {[401]} فأعتقها كفارة أن لطمها وتزوجها فطعنوا فيه وعرضوا عليه نسيبة مشركة ، فنزلت ، { وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ } ، الواو للحال ، وبمعنى أن ، أي : وإن أعجبتكم بمالها وجمالها ، { وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ } ، أي : لا تزوجوا منهم المؤمنات حتى يؤمنوا وهو على عمومه ، { وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ {[402]} وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } ، أي : رجل مؤمن وإن كان عبدا خير من مشرك وإن كان سريا ، { أُوْلَئِكَ } ، أي : المشركون والمشركات ، { يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ } ، أي : الأعمال الموجبة لها ، { وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ } ، أي : العمل الموجب لهما ، قيل : تقديره وأولياء الله يدعون ، بإقامة المضاف إليه مقام المضاف تعظيما لهم ، { بِإِذْنِهِ } ، أي : بأمره وشرعه أو بتوفيقه أو بقضائه ، { وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } : لكي يتذكروا ، أو ليكونوا بحيث يرجى عنهم التذكر .


[396]:ولما رخص في مخالفة اليتامى لإصلاحهم نهى عن نوع مخالطة المشركات فقال: "ولا تنكحوا المشركات" الآية/12 وجيز
[397]:أي: عابدات الأوثان/12 وجيز
[398]:(*) أخرجه ابن أبي حاتم وابن المنذر عن مقاتل بن حيان كما في الدر المنثور، 1/458
[399]:قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم: استثنى الله تعالى من ذلك نساء أهل الكتاب/12 منه
[400]:المائدة: 5
[401]:هكذا ذكر السدي رضي الله عنه/12 منه [انظر تفسير ابن كثير، 1/259، والدر المنثور للسيوطي، 1/459 وسنده معضل
[402]:الحر المشرك فإن الشرك ذم يزيل جميع مدحه، قيل: فيه دليل لمن يعتبر الولي في نكاحها/12