جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ خَيۡرٞۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (220)

{ فِي } ، أمر ، { الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } ، لتعلموا زوالها وفناءها وإقبال الآخرة وبقاءها ، وقيل : متعلق بيبين أي : يبين لكم الآيات في أمر الدارين لعلكم تتفكرون ، { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى } ، لما نزل {[394]} " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما " {[395]} إلخ ، اعتزلوا مخالطة اليتامى ولا يأكل أحد معهم ، فشق ذلك عليهم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت ، { قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ } ، أي : على حدة ، أو مداخلتهم لإصلاحهم خير من مجانبتهم ، قيل : أو إصلاح أموالهم من غير أجرة خير ، { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ } ، أي إن خلطتهم طعامكم وشرابكم بطعامهم وشرابهم ، وقيل : إن تصيبوا من أموالهم أجرة من قيامكم بأمورهم ، { فَإِخْوَانُكُمْ } ، أي : فهم إخوانكم ، ولا بأس من الخلطة أو من إصابة بعضكم من مال بعض ، { وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ } ، أي : يعلم من قصده الإفساد أو الإصلاح فيجازيه ، { وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ } ، العنت : المشقة ، أي : لو شاء الله إعناتكم لأعنتكم : كلفكم ما يشق عليكم من المجانية مطلقا دون المخالطة ، { إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ } : غالب يقدر على الإعنات ، { حَكِيمٌ } : يحكم بحكمته فيتسع لكم .


[394]:هكذا روى أبو داود والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه/12 منه [وهو حديث حسن، انظر صحيح أبي داود،2495]
[395]:النساء: 10