جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (224)

{ وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً } ، اسم لما يعرض {[408]} دون الشيء ، { لِّأَيْمَانِكُمْ } : أراد منها الأمور المحلوف عليها من البر والتقوى ، وهي صلة عرضة أو الفعل ، { أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ } ، عطف بيان للإيمان ، أي : لا تجعلوا الله مانعا لما حلفتم عليه من الخير ، بل افعلوا الخير ودعوا اليمين كما قال السلف {[409]} في معنى الآية : لا تجعلن الله عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير لكن كفر عن يمينك واصنع {[410]} الخير ويجوز أن يكون اللام للتعليل ، أي : لا تجعلوا الله لأجل أيمانكم به مانعاً لأن تبروا ، وقيل : والعرضة بمعنى المعرض للأمور وأن تبروا علة النهي ، أي : لا تجعلوه معرضا للإيمان فتبتذلوه بكثرة الحلف به أرادة بركم فإن الحلاف {[411]} مجترئ على الله وهو غير متق ، { وَاللّهُ سَمِيعٌ } : لأيمانكم ، { عَلِيمٌ } : بمقاصدكم .


[408]:أي يجعل قدامه بحيث يصير حاجزا ومانعا عنه/12
[409]:كان ابن عباس وابن عمر وجماعة لا تحصى، وفي الصحيحين وغيرهما "عنه عليه الصلاة والسلام من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير"/12 منه [أخرجه البخاري في "الأيمان" (6718)، وفي مواضع كثيرة من صحيحه، وكذا مسلم في "الأيمان" (1649)]
[410]:حاصله لا تتركوا البر معللين بالحلف/12
[411]:حاصله لا تكثروا الحلف بالله كي تكونوا بارين فعلى هذا اليمين على الحقيقة، واللام المقدر في أن تبروا للتعليل، نحو: لا تكثر الكلام لتكون حكيما/12.