جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ فَٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ عِندَ بَارِئِكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (54)

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ } : العابدين للعجل ، { يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ } : معبوداً ، { فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ } : خالقكم ، قالوا كيف نتوب ؟ قال : { فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } أي : كل منكم من لقي فأصابتهم سحابة سوداء لا ينظر بعضهم بعضاً ففعلوا فغفر الله للقاتل والمقتول والقتلى سبعون ألفاً أو ليقتل البريء المجرم ، { ذَلِكُمْ } ، أي القتل ، { خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ } ، من حيث إنه وصلة إلى الحياة الأبدية ، { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } ، أي : ففعلتم فتاب عليكم ، { إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ } : الذي يكثر قبول التوبة ، { الرَّحِيمُ } : المبالغ في الرحمة .