قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ يا قوم } ، وأصله يا قومي بالياء ولكن حذف الياء وترك الكسر بدلاً عن الياء ، وتكون في الإضافة إلى نفسه معنى الشفقة . { لِقَوْمِهِ يا قوم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ } ، يعني أضررتم بأنفسكم { باتخاذكم العجل فَتُوبُواْ إلى بَارِئِكُمْ } ، يعني إلى خالقكم يقول : فارجعوا عن عبادة العجل إلى عبادة خالقكم ، وتوبوا إليه فقالوا له : وكيف التوبة ؟ قال لهم موسى : { فاقتلوا أَنفُسَكُمْ } ، يعني يقتل بعضكم بعضاً ، يقتل من لم يعبد العجل الذين عبدوا العجل ؛ وإنما ذكر قتل الأنفس وأراد به الإخوان . وهذا كما قال في آية أخرى { يا أيها الذين آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عسى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بالألقاب بِئْسَ الاسم الفسوق بَعْدَ الإيمان وَمَن لَّمْ يَتُبْ فأولئك هُمُ الظالمون } [ الحجرات : 11 ] أي لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين ، يعني لا تغتابوا إخوانكم . { ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ } ، يعني التوبة خير لكم عند خالقكم ، ومعناه قتل إخوانكم مع رضا الله خير لكم عند الله تعالى من ترككم إلى عذاب الله .
قوله تعالى : { فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التواب الرحيم } ، أي المتجاوز عن الذنوب { الرحيم } ، حيث جعل القتل كفارة لذنوبكم . وروي في الخبر أن الذين عبدوا العجل جلسوا على أبواب دورهم ، وأتاهم هارون والذين لم يعبدوا العجل شاهرين سيوفهم ، فكان موسى عليه السلام يتقدم ويقول : إن هؤلاء إخوانكم قد أتوا شاهرين سيوفهم ، فاتقوا الله واصبروا له ، فلعن الله رجلاً قام من مجلسه أو حلّ حبوته ، أو مدّ بطرفه إليهم أو اتقاهم بيد أو برجل . فيقولون : آمين ، وذكر في رواية أبي صالح : أن هارون كان يتقدم ويقول ذلك ، فجعلوا يقتلونهم إلى المساء فكانت القتلى سبعين ألفاً ، فكان موسى عليه السلام يدعو ربه لما شق عليه من كثرة الدماء ، حتى نزلت التوبة . فقيل لموسى : ارفع السيف عنهم ، فإني قبلت توبتهم جميعاً ، من قتل ومن لم يقتل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.