{ فتوبوا إلى بارئكم } فعودوا إلى طريق الإيمان بخالقكم ومولاكم .
{ التواب } كثير القبول لتوبة التائبين .
{ وإذ قال موسى لقومه إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم } - القوم : الجماعة من الرجال دون النساء قال الله تعالى : { . . . لا يسخر قوم من قوم . . . }{[277]} ثم قال : { . . . ولا نساء من نساء . . }{[278]} وقد يقع القوم على الرجال والنساء قال الله تعالى : { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه . . . }{[279]} وكذا كل نبي مرسل إلى النساء والرجال جميعا ؛ . .
{ يا قوم } منادى مضاف ؛ والمراد هنا بالقوم عبدة العجل ، وكانت مخاطبته عليه السلام لهم بأمر من الله تعالى . قوله تعالى { إنكم ظلمتم أنفسكم } استغنى بالجمع القليل عن الكثير ، والكثير نفوس ، وقد يوضع الجمع الكثير موضع جمع القلة ، والقليل موضع الكثرة . قال الله تعالى { . . ثلاثة قروء . . }{[280]} وقال { . . وفيها ما تشتهيه الأنفس . . }{[281]} ؛ . . .
والصحيح أنه هنا عجل على الحقيقة عبدوه كما نطق به التنزيل . . . لما قال لهم : فتوبوا إلى بارئكم قالوا كيف قال : { فاقتلوا أنفسكم . . . } والصحيح أنه قتل لا على الحقيقة هنا . . . قال سفيان بن عيينة : التوبة نعمة من الله أنعم بها على هذه الأمة دون غيرها من الأمم وكانت توبة بني إسرائيل القتل وأجمعوا على أنه لم يؤمر كل واحد من عبدة العجل بأن يقتل نفسه بيده قال الزهري لما قيل لهم : { فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم } قاموا صفين فقتل بعضهم بعضا حتى قيل لهم كفوا . . . { بارئكم } البارئ الخالق وبينهم فرق ، وذلك أن البارئ هو المبدع المحدث والخالق هو المقدر الناقل من حال إلى حال . . . { فتاب عليكم } في الكلام حذف تقديره ففعلتم { فتاب عليكم } أي فتجاوز عليكم أي على الباقين منكم-{[282]} { إنه هو التواب الرحيم } ( يعني الراجع لمن أناب إليه بطاعته إلى ما يحب من العفو عنه ويعني بالرحيم العائد إليه برحمته المنجية من عقوبته ) {[283]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.