أي ما أضررتم إلا بأنفسكم فيما ارتكبتم من ذنوبكم ، فأمَّا الحق سبحانه فعزيز الوصف ، لا يعود إلى عِزِّه من ظلم الظالمين شيء ، ومن وافق هواه واتَّبع مناه فَعِجْلُه ما علَّق به همَّه وأفرد له قصده .
قوله جلّ ذكره : { فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ } .
الإشارة إلى حقيقة التوبة بالخروج إلى الله بالكلية .
قوله جلّ ذكره : { فَاقتُلُوا أَنفُسَكُمْ } .
التوبة بقتل النفوس غير ( . . . ) إلا أن بني إسرائيل كان لهم قتل أنفسهم جهراً ، وهذه الأمة توبتهم بقتل أنفسهم في أنفسهم سراً ، فأَوَّلُ قَدَمِ في القصد إلى الله الخروجُ عن النفس .
فصل : ولقد توهم الناس أن توبة بني إسرائيل كانت أشق ، ولا كما توهموا ؛ فإن ذلك كان مقاساة القتل مرة واحدة ، وأمَّا أهل الخصوص من هذه ( الأمة ) ففي كل لحظة قتل ، ولهذا :
ليس من مات فاستراح بميتٍ *** إنما الميت ميت الأحياء
وقتل النفس في الحقيقة التبري عن حوْلِها وقوتها أو شهود شيءٍ منها ، ورد دعواها إليها ، وتشويش تدبيرها عليها ، وتسليم الأمور إلى الحق - سبحانه - بجملتها ، وانسلاخها من اختِيارها وإرادتها ، وانمحاء آثار البشرية عنها ، فأمَّا بقاء الرسوم والهياكل فلا خطرَ له ولا عبرةَ به .
قوله جلّ ذكره : { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.