قوله : { يَا قَوْمٌ } القوم يطلق تارة على الرجال دون النساء ، ومنه قول زهير :
وَمَا أدْرِي وَسَوف إخَالُ أدْرِي *** أقَومٌ آل حِصْنٍ أَمْ نِسَاء
ومنه قوله تعالى : { لا يَسْخَرْ قَوْمٌ من قَوْمٍ } [ الحجرات : 11 ] ، ثم قال : { وَلاَ نِسَاء من نّسَاء } [ الحجرات : 11 ] ، ومنه { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } [ الأعراف : 80 ] أراد الرجال ، وقد يطلق على الجميع كقوله تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ } [ نوح : 1 ] والمراد هنا بالقوم : عبدةُ العجل . والبارئ : الخالق . وقيل إن البارئ هو المبدع المحدث ، والخالق هو المقدّر الناقل من حال إلى حال . وفي ذكر البارئ هنا إشارة إلى عظيم جرمهم ، أي : فتوبوا إلى الذي خلقكم ، وقد عبدتم معه غيره . والفاء في قوله : «فتوبوا » للسببية : أي : لتسبب التوبة عن الظلم ، وفي قوله : { فاقتلوا } للتعقيب ، أي : اجعلوا القتل متعقباً للتوبة . قال القرطبي : وأجمعوا على أنه لم يؤمر كل واحد من عبدة العجل بأن يقتل نفسه بيده . قيل : قاموا صفين ، وقتل بعضهم بعضاً . وقيل : وقف الذين عبدوا العجل ، ودخل الذين لم يعبدوه عليهم بالسلاح فقتلوهم . وقوله : { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } قيل : في الكلام حذف أي : فقتلتم نفسكم ، { فتاب عليكم } أي : على الباقين منكم . وقيل : هو جواب شرط محذوف ، كأنه قال : فإن فعلتم ، فقد تاب عليكم . وأما ما قاله صاحب الكشاف من أنه يجوز أن يكون خطاباً من الله لهم على طريقة الالتفات ، فيكون التقدير : ففعلتم ما أمركم به موسى فتاب عليكم بارئكم ، فهو بعيد جداً كما لا يخفى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.