قوله( {[2055]} ) : ( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ ) [ 53 ] الآية .
قال السدي : " لما رجع موسى صلى الله عليه وسلم إلى قومه قال : ( يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً )( {[2056]} ) [ طه : 84 ] إلى قوله : ( فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ )( {[2057]} ) ، ثم أخذ العجل فحرقه [ فأبرده ]( {[2058]} ) بالمبرد فذراه في اليم ، ثم أمرهم موسى صلى الله عليه وسلم أن يشربوا من اليم فشربوا . فمن كان في قلبه محبة من العجل خرج على/ شاربه( {[2059]} ) الذهب ، وهو قوله : ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ )( {[2060]} ) . فلما/ علموا أنهم قد ضلوا ندموا ، فلم يقبل الله توبتهم إلا أن يقتل بعضهم بعضاً ، فذلك قوله : ( فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) إلى ( التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) . فصفوا صفين ، ثم اجتلدوا( {[2061]} ) بالسيوف والخناجر( {[2062]} ) ، فكان من قتل شهيداً( {[2063]} ) .
قال علي بن أبي طالب( {[2064]} ) : " كان الرجل يقتل أباه وأخاه حتى قتل منهم سبعون ألفاً ، فأوحى الله إليه : ( مرهم فليرفعوا )( {[2065]} ) القتل فقد رحمتُ من قتل وتبت على من بقي " ( {[2066]} ) .
وروي أنهم قالوا لموسى صلى الله عليه وسلم : كيف يَقْتُلُ الرجل( {[2067]} ) أخاه وقريبه ؟ فقال موسى : إن الله [ تعالى يأمر الذين عبدوا( {[2068]} ) ] العجل أن يجثوا ، ويأخذ الذين لم يعبدوا العجل السيوف . وقال الله جل ذكره لموسى عليه السلام : إني سأنزل سحابة سوداء حتى لا يبصر بعضهم بعضاً ، ثم أمر الذين لم يعبدوا العجل أن يضربوا بالسيوف ففعلوا فقتلوهم أجمعين/ . فلما ارتفعت السحابة اشتد على موسى وعليهم ما صنعوا ، فقال الله جل ذكره : يا موسى أما يرضيك أني أدخلت القاتل والمقتول الجنة ؟ قال : بلى يا رب " ( {[2069]} ) .
وقال ابن( {[2070]} ) شهاب : " لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها برزوا ومعهم موسى( {[2071]} ) فاضطربوا بالسيوف والخناجر ، وموسى صلى الله عليه وسلم( {[2072]} ) رافع يديه يدعو ، حتى إذا فتر( {[2073]} ) أتاه بعضهم فقال : يا نبي الله : ادع الله لنا . وأخذوا بعضديه يسندون يديه ، فلم يزل( {[2074]} ) أمرهم على ذلك حتى قبل الله توبتهم وقبض أيديهم/ فألقوا السلاح . وأحزن( {[2075]} ) موسى صلى الله عليه وسلم و[ بني إسرائيل الذي( {[2076]} ) ] كان من القتل منهم ، فأوحى الله جل ذكره إلى موسى : ما يحزنك ؟ أما من قتل ، فحَيّ عندي يُرزَق ، وأما من بقي فقد قبلت توبته( {[2077]} ) ، فسُرّ بذلك موسى صلى الله عليه وسلم وبنو إسرائيل( {[2078]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.