جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ} (87)

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ } : التوراة ، { وَقَفَّيْنَا مِن {[137]} بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ } : أرسلنا على أثره الرسل ، { وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ } ، ختم أنبياء بني إسرائيل بعيسى وبعض أحكامه مخالف للتوراة والبينات إحياء الموتى وخلقه من الطين كهيئة الطير وإبراء الأسقام وإخباره بالغيب ، { وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } ، أي : جبريل فإنه كان قرينه يسير معه حيث سار ، أو الاسم الذي به يحيى الموتى ، أو الإنجيل أو الروح الذي نفخ فيه ،

{ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ } وسطت الهمزة بين الفاء وما تعلقت به " وهو ولقد آتينا " توبيخاً لهم على تعقيبهم ذاك بهذا ، { رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى } : ما لا تحب ، { أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ } : عن اتباعه ، { فَفَرِيقاً {[138]} كَذَّبْتُمْ } : كعيسى ومحمد عليهما السلام ، { وَفَرِيقاً {[139]} تَقْتُلُونَ } ، كزكريا ويحيى جاء بلفظ المضارع لحكاية الحال الماضية ولمراعاة الفواصل .


[137]:من التقفية وهو الإتباع والإرداف مأخوذ من القفا وكان الرسل من بعد موسى إلى زمن عيسى متواترة يظهر بعضهم في أثر بعض والشريعة واحدة وهو أنبياء بني إسرائيل المبعوثون من بعدهم كالشموئيل بن بابل وإلياس ومنشائل واليسع ويونس وزكريا ويحيى وشعياء وحزقيل وداود وسليمان وأرمياه وهو الخضر وعيسى ابن مريم وكلهم يحكمون بشريعة موسى إلا عيسى فإنه جاءهم بشريعة جديدة وغير بعض أحكام التوراة/12 فتح
[138]:الفاء للسببية أو للتفضيل/12 منه
[139]:جاء بلفظ المضارع لحكاية صنيعتهم الماضية واستحضارها لأنهم أرادوا قتل محمد صلى الله عليه وسلم لكن عصمه الله فإنهم سحروه وسموه بالشاة، فقال صلى الله عليه وسلم عند موته: "لا زالت أكلة خيبر تعارني فهذا أوان قطعت أبهري"/12 وجيز