قوله : ( وَلَقَدَ آَتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ ) [ 86 ] .
لام ( لَقَدْ ) حيث وقعت لام تأكيد ، وقد تقع جواباً للقسم ، وعيسى( {[2873]} ) لا ينصرف لأنه أعجمي معرفة( {[2874]} ) .
وقيل : هو عربي من( {[2875]} ) " عَاسَهُ يَعُوسُهُ " إذا ساسه وقام عليه ولا ينصرف على هذا للتعريف والتأنيث .
( القُدُسُ ) أصله الطهر . وفيه لغة نادرة( {[2876]} ) وهي فتح القاف والدال( {[2877]} ) . والكتاب هو التوراة .
( وَقَفَّيْنَا ) : أردفنا وأتبعنا بعضهم بعضاً على منهاج( {[2878]} ) واحد ، وشريعة واحدة ، لأن كل من بعث بعد موسى صلى الله عليه وسلم إلى زمان( {[2879]} ) عيسى صلى الله عليه وسلم فإنما يأمر بني إسرائيل بلزوم التوراة والعمل بما فيها ، فلذلك قال : ( مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ) . أي : على منهاجه وطريقته .
ثم قال : ( وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ ) [ 86 ] .
وأصل " قَفَوْت " من القَفَا " يقال : " قَفَوْتُ فُلاناً( {[2880]} ) " إذا صرت خلف قفاه( {[2881]} ) . " وَدَبَرْتُهُ " إذا صرت خلف دبره( {[2882]} ) .
والبينات التي أوتيها( {[2883]} ) عيسى عليه السلام هي إحياء الموتى وإبراء الأكمه وخلق الطير ، وغيره من الحجج والبينات( {[2884]} ) .
( وَأَيَّدْنَاهُ ) : قويناه وأعناه ونصرناه [ والأيد والأد ]( {[2885]} ) القوة( {[2886]} ) .
وقرأ ابن( {[2887]} ) محيصن : " وأيدناه " بالمد( {[2888]} ) .
و " روح القدس " : جبريل( {[2889]} ) . قاله قتادة والسدي والضحاك والربيع بن أنس( {[2890]} ) . وروي ذلك عن النبي [ عليه السلام ]( {[2891]} ) . وقاله ابن عباس( {[2892]} ) .
وقال ابن زيد : " هو الإنجيل سمي روحاً كما سمي القرآن روحاً ، فقال تعالى : ( أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنَ اَمْرِنَا )( {[2893]} )( {[2894]} ) .
ويرد هذا القولَ قولُه تعالى : ( إِذَاَيَّدتُّكَ بِرُوحِ القُدُسِ )( {[2895]} ) ، ثم قال تعالى : ( وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالاِنْجِيلَ )( {[2896]} ) . فدل هذا [ على ]( {[2897]} ) أن روح القدس غير الإنجيل/ . فإن حُمل على أنه أعيد للتأكيد كما قال : ( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ( {[2898]} ) وَرُمَّانٌ )( {[2899]} ) ، وقال : ( مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ )( {[2900]} ) ، فهو وجه .
وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال : " روح القدس هو الاسم الذي كان يحيي به عيسى صلى الله عليه وسلم الموتى " ( {[2901]} ) .
وقال مجاهد : " القدس : الله جل ذكره ، وسمي جبريل روحاً لأنه كان بتكوين الله له( {[2902]} ) من غير ولادة كما سمي عيسى صلى الله عليه وسلم/ روحاً ، فقال : ( وَرُوحٌ( {[2903]} ) مِّنْهُ( {[2904]} ) )( {[2905]} )( {[2906]} ) .
وقال السدي : " القدس هنا البركة " ( {[2907]} ) .
وقال الربيع : " القدس هو الله( {[2908]} ) ، ويدل عليه قوله : ( المَلِكُ القُدُّوسُ )( {[2909]} )( {[2910]} ) . والقدوس والقدس واحد " ( {[2911]} ) . ورواه ابن وهب عن مجاهد أيضاً( {[2912]} ) .
قوله : ( أَفَكُلَّمَا ) [ 86 ] .
معناه : التقرير( {[2913]} ) والخبر ، ولفظه لفظ الاستفهام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.