{ وقفينا } وأتبعنا وأردفنا . { البينات } الحجج والدلالات .
{ أيدناه } قويناه . { روح القدس } جبريل .
{ ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل } الواو عاطفة على ما قبل واللام موطئة للقسم وقد للتحقيق وهذا القسم والتوكيد والتحقيق لمزيد من تثبيت جنايات بني إسرائيل الذين بعث الله تعالى فيهم كثيرا من أنبيائه المصطفين الأخيار وأنزل فيهم كتبا سماوية تهدي إلى الرشد فصد عنها الفجار ، فلقد أعطى ربنا سبحانه كليمه موسى عليه السلام التوراة فيها هدى ونور ، وأرسل من بعد موسى رسلا كثيرين يوحى إليهم من أمره ما فيه الخير والبر- إنما يعني جل ثناؤه في قوله { وقفينا من بعده بالرسل } أي اتفقنا بعضهم بعضا على منهاج واحد وشريعة واحدة لأن كل من بعثه الله نبيا بعد موسى صلى الله عليه وسلم إلى زمان عيسى ابن مريم فإنه بعثه يأمر بني إسرائيل بإقامة التوراة والعمل بما فيها والدعاء إلى ما فيها-{[342]} { وآتينا عيسى بن مريم البينات } . . أعطينا عيسى المعجزات وخوارق العادات حججا تدل على نبوته ومنها كما هو معلوم إحياء الموتى وخلقه من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وإبراء الأكمة والأبرص بإذن الله وإخبارهم إياه بإذن الله وما يدخرون في بيوتهم إلى غير ذلك . { وأيدناه بروح القدس } وقوينا عيسى وأعناه بعبدنا وأمين وحينا جبريل عليه السلام{[343]} . { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } تقريرا لما ارتكبه الإسرائيليون وإنكارا لما يرتكبون من تحكيم الهوى{[344]} فيما يسمعون مع أنه وحي الله فيما لا يسمعون وفي نعمه يتخوضون لكنهم كلما أرسل إليهم نبي بشيء لا يوافق ما يحبونه ويميلون إليه تأنفوا على النبي وما جاء به ، وتأبوا عن الاستجابة إليه واستبعدوا رسالته وقد يتجاوزون تكذيبه إلى قتله فقد كذبوا عيسى عليه السلام ومحمد صلوات الله عليهما وقتلوا يحيى وزكريا سلام الله عليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.