جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ} (130)

{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } المراد من التسبيح الصلاة{[3225]} ، وقيل على ظاهره ، وبحمد ربك في موضع الحال { قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ } : الصبح ، { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } : العصر ، وقيل الظهر والعصر { وَمِنْ آنَاء {[3226]} اللَّيْلِ } : ساعاته { فَسَبِّحْ } أي : التهجد أو المغرب والعشاء ، وتقديم من آناء الليل لاختصاصه بمزيد مزية فإن أفضل الطاعات{[3227]} أحمزها{[3228]} للاستراحة ، والنفس فيه مولعة إلى النوم والعبادة فيه أبعد من الرياء { وَأَطْرَافَ النَّهَارِ } يعني التطوع في أجزاء النهار كالتهجد في آناء الليل أو صلاة الظهر فإنها نهاية النصف الأول وبداية النصف الأخير { لَعَلَّكَ تَرْضَى } أي : سبح في تلك الأوقات طمعا في أن تنال ما به رضاك من المقام المحمود .


[3225]:وعليه أكثر السلف، وقيل: التسبيح مقرونا بالحمد في تلك الأوقات الآتية ذكرها فأما أن يراد أن يقو ل سبحان الله، والحمد لله أو أريد تنزيهه مع الثناء الجميل من غير قول /12 وجيز. قال بعض السلف: من ظن أن نعمة الله في مطعمه ومشربه وملبسه فقد قل علمه ودام عذابه /12 وجيز.
[3226]:جمع إني بالكسر والقصر/12.
[3227]:قال الله تعالى: "إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قليلا" (المزمل:6)/12 منه.
[3228]:أحمزها: أمتنها وأقواها وأشدها، وقيل: أمضها وأشقها. وانظر لسان العرب مادة حمز.