جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِدۡرِيسَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ كُلّٞ مِّنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (85)

{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ } كثير من السلف{[3303]} على أنه صالح من بني إسرائيل تكفل لنبي أن يكفيه أمر قومه ، ويقضي بينه وبينهم بالعدل وفعل فسمي ذا الكفل{[3304]} لكن الظاهر أنه نبي قرنه في سلكهم ، { كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ } : على مشاق التكاليف ،


[3303]:كمجاهد وابن عباس –رضي الله عنه- وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم /12 منه.
[3304]:أخرج أحمد والترمذي وحسنه ابن حبان والطبري والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن ابن عمر عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت فقال: ما يبكيك أكرهتك ؟ قالت: لا ولكنه عمل ما عملته قط، وما حملني عليه إلا الحاجة، فقال: تفعلين أنت هذا وما فعلته، واذهبي فهي لك، وقال: والله لا أعصي الله بعدها أبدا، فمات من ليلته فأصبح مكتوب على بابه إن الله قد غفر للكفل) [وضعفه الشيخ الألباني في (ضعيف الجامع) (4154)] وقد ذهب الجمهور إلى أنه ليس بنبي، وبه قال أبو موسى الأشعري ومجاهد وغيرهما وقال جماعة: هو نبي، ولعله هو الصحيح، وبه قال الحسن، لأنه الله قرن ذكره بإسماعيل وإدريس، ولأن السورة ملقبة بسورة الأنبياء /12 فتح.