جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَأَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (83)

{ وَأَيُّوبَ } أي : واذكره ، { إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي } أي : بأني ، { مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } كان نبيا صاحب حرث وأنعام وأولاد فابتلاه الله بإهلاك كلها ثم ابتلاه بجسده فلم يبق منه سليم سوى لسانه وقلبه ويذكر بهما ربه حتى تنافر عنه كل أنيس ، وتحاشى عنه كل جليس ، فلا يتردد عليه سوى زوجته ، ويقال : إنها احتاجت فصارت تخدم الناس من أجله فدعا الله لكشف كربه بعد{[3301]} مدد من الأيام المتطاولة بهذا الأسلوب البليغ ،


[3301]:قال الحسن وقتادة: سبع سنين، وقال وهب بن منيه: ثلاث سنين، ونقل ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- (أن أيوب لبث به بلاءه ثماني عشر سنة) قيل دعاؤه هذا بعد أن لامه بعض أصحابه حين جاءوه وافدين من بعيد قائلين تب إلى الله من ذنب تلك عقوبته فتضرع بتلك العبادة في كشف كربه قائلا: لا طاقة لي في أن ينسبني أحد إلى معصيتك، لضر بالفتح الضر في كل شيء وبالضم الضرر في النفس من مرض وهزال /12 وجيز. [ذكره ابن كثير في (تفسيره) (3/190/ وقال: رفع هذا الحديث غريب جدا وذكره السيوطي في (الدر المنثور) (4/593) وعزاه لابن أبي الدنيا وأبي بعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وللحاكم وصححه].