{ و } اذكر { إسماعيل } الصابر على الانقياد للذبح وعاش مائة وثلاثين سنة { وإدريس } هو أخنون جد نوح ولد في حياة آدم قبل موته بمائة سنة ، وبعث بعد موته بمائتي سنة ، وعاش بعد نبوته مائة وخمسين سنة ، فتكون جملة عمره أربعمائة وخمسين سنة ، وكان بينه وبين نوح ألف سنة .
{ وذا الكفل } هو إلياس ، وقيل يوشع بن نون ، وقيل زكريا ، والصحيح أنه رجل من بني إسرائيل كان لا يتورع عن شيء من المعاصي فتاب فغفر الله له وقيل إن اليسع لما كبر قال : من يتكفل لي بكذا وكذا من خصال الخير حتى أستخلفه فقال رجل : أنا فاستخلفه ، وسمي ذا الكفل ، وقيل كان رجلا يتكفل بشأن كل إنسان إذا وقع في شيء من المهمات .
وقيل هو ولد أيوب واسمه بشر بعثه الله بعد أبيه ، وسماه ذا الكفل وأمره بالتوحيد ، وكان مقيما بالشام حتى مات وعمره خمس وسبعون سنة ، وعن مجاهد قال : رجل صالح غير نبي تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه ويقيمهم له ويقضي بينهم بالعدل ففعل ذلك فسمي ذا الكفل .
وعن ابن عباس قال : كان في بني إسرائيل قاض فحضره الموت ، فقال : من يقوم مقامي على أن لا يغضب ، فقال رجل أنا ، فسمي ذا الكفل ، فكان ليله جميعا يصلي ثم يصبح صائما فيقضي بين الناس وذكر قصة .
وعن أبي موسى الأشعري قال : ما كان ذو الكفل نبيا ولكن كان في بني إسرائيل رجل صالح يصلي كل يوم مائة صلاة ، فتوفي فتكفل له ذو الكفل من بعده ، فكان يصلي كل يوم مائة صلاة ، فسمي ذا الكفل .
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن حبان والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان ذو الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها ، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت فقال ما يبكيك أكرهتك ؟ قالت : لا ، ولكنه عمل ما عملته قط ، وما حملني عليه إلا الحاجة فقال : تفعلين أنت هذا وما فعلته اذهبي فهي لك ، وقال والله لا أعصي الله بعدها أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوب على بابه " إن الله قد غفر لذي الكفل " {[1213]} .
وقد ذهب الجمهور إلى أنه ليس بنبي ، وبه قال أبو موسى الأشعري ومجاهد وغيرهما ، وقال جماعة : هو نبي ولعله هو الصحيح ، وبه قال الحسن لأن الله قرن ذكره بإسماعيل وإدريس ؛ ولأن السورة ملقبة بسورة الأنبياء ؛ ثم وصف الله سبحانه هؤلاء بالصبر فقال :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.