جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَقَدۡ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسۡتَطِيعُونَ صَرۡفٗا وَلَا نَصۡرٗاۚ وَمَن يَظۡلِم مِّنكُمۡ نُذِقۡهُ عَذَابٗا كَبِيرٗا} (19)

{ فَقَدْ{[3607]} كَذَّبُوكُم } التفات ، أي : قال الله لهم فقد كذبكم المعبودون ، { بِمَا تَقُولُونَ } : في قولكم ، إنهم آلهة أو هؤلاء أضلونا ، فالباء بمعنى في أو بما تقولون بدل اشتمال من مفعول كذبوا ككذبوا بالحق ، وفي قراءة ( يقولون ) بالياء فمعناه كذبوكم بقولهم : { سبحانك ما كان ينبغي } إلخ ، { فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا } : للعذاب عنكم ، { وَلَا نَصْرًا } وقراءة التاء فمعناه ، فما تستطيعون أيها العابدون صرف العذاب عن أنفسكم ولا نصر أنفسكم ، { وَمَن يَظْلِم } ، يشرك{[3608]} ، { مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا }


[3607]:وهذه المفاجأة بالاحتجاج والإلزام حسنة رائعة، وخاصة إذا انضم إليها الالتفات وحذف القول ونظيرها {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا} [المائدة: 15، 19]، وقول القائل: قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا *** ثم القفول فقد جئنا خراسانا /12 فتح.
[3608]:كذا فسره ابن عباس وغيره وهو المناسب؛ لأن الكلام من مفتتح السورة في الكافرين، ووعيدهم /12 وجيز.