جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّآ إِنَّهُمۡ لَيَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشُونَ فِي ٱلۡأَسۡوَاقِۗ وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضٖ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرٗا} (20)

{ وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا } : رسلا ، { إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ } ، ما بعد إلا صفة أقيمت مقام موصوفها ، وهذا جواب قولهم : { ما لهذا الرسول } الآية ، { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ } : أيها الناس ، { لِبَعْضٍ فِتْنَةً } : ابتلاء ، وامتحانا كابتلاء المرسلين بالمرسل إليهم ، والفقراء بالأغنياء ، { أَتَصْبِرُونَ{[3609]} } ، علة للجعل أي : لنعلم أيكم يصبر كقوله تعالى : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } [ هود : 7 ، الملك : 2 ] ، وقيل : حث على الصبر على ما افتتنوا به { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا } ، عالما بالصواب فيما يبتلي به وغيره ، فلا يضيقن صدرك ، أو بمن يصبر .


[3609]:روي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) / ثم وعد الله الصابرين بقوله: {وكان ربك بصيرا} /12 فتح.