جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ مَا كَانَ يَنۢبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِن مَّتَّعۡتَهُمۡ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكۡرَ وَكَانُواْ قَوۡمَۢا بُورٗا} (18)

{ قَالُوا سُبْحَانَكَ } : تعجب منهم مما قيل لهم ، أو سبحانك من أن يكون لك ند ، { مَا كَانَ يَنبَغِي } : ما يصح ويستقيم ، { لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء } أي : نحن لا نعبد إلا أنت ، فيكف ندعو أحدا أن يتولى غيرك ؟ قيل : أرادوا من ضمير المتكلم جميع الخلائق ، { وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ } : في الدنيا بالنعم ، { حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ } أي : نسوا ما أنزلته إليهم أو غفلوا عن ذكرك ، { وَكَانُوا } : في علمك ، { قَوْمًا بُورًا } ، : هالكين أشقياء راعوا الأدب ، وما قالوا : أنت أضللتهم صريحا ، لأن المقام غير مقام البسط{[3606]}( * ) كما قال موسى في مقام الانبساط : { إن هي إلا فتنتك } [ الأعراف : 155 ] ،


[3606]:(*)في حاشية الأصل: في (ن): الانبساط.