جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَوۡمَ يَرَوۡنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ لَا بُشۡرَىٰ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُجۡرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا} (22)

{ يَوْمَ } ، أي : اذكر يوم ، { يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ } ، عند الموت ، أو في القيامة ، { لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ } ، أي : لهم ، لأنهم مجرمون لتحلي الملائكة للمؤمنين فتبشرهم حين الموت وفي القيامة بالرحمة والرضوان ، وللكافرين فتبشرهم بالخيبة والخسران ، { وَيَقُولُونَ } أي : الملائكة لهم { حِجْرًا مَّحْجُورًا{[3610]} } : حراما محرما عليكم الجنة والرحمة ، أو البشرى ، فالجملة حال من الملائكة ، أي : وهم يقولون ، أو يقول المجرمون عند لقاء الملائكة هذه الكلمة ، وهي من المصادر المتروك فعلها ، ومن الكلمات التي تتكلم بها العرب عند لقاء العدو ، وهجوم النازلة في موضع الاستعاذة يعني أنهم يطلبون نزول الملائكة ، وهم إذا رأوهم كرهوا{[3611]} واستعاذوا ، وقوله : محجورا كموت مائت للتأكيد .


[3610]:قيل: هذا قول الملائكة للمجرمين، يعني: حراما محرما عليكم رحمة الله في الدنيا / 12.
[3611]:أي: يقول المجرمون عند لقاء الملائكة على عادتهم في الدنيا إذا نزلت بهم شدة من لقاء عدو أو غيره، أي: عوذا معاذا، أي: أطلب عوذا معاذا يستعيذون من الملائكة / 12.