جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَٰهُ تَرۡتِيلٗا} (32)

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا } ، هلا ، { نُزِّلَ{[3619]} عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } كالتوراة والإنجيل ، و " نزّل " بمعنى " أنزل " كخبّر وإلا يكون متدافعا ، وهذا من مماراتهم التي لا طائل{[3620]} تحتها ، { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } ، : هذا من الله تعالى جواب لهم ، أي أنزلناه كذلك مفرقا لنقوي بتفريقه فؤادك لتعيه ، وتحفظه شيئا بعد شيء ، ولا يعسر عليك حفظه ، لأنك أمي بخلاف سائر الأنبياء ، فإنهم ممكنون من القراءة والكتابة ، ولأنه كما أنزل عليك وحي من ربك يزداد لك قوة إلى قوة ، وللأعداء كسرا على كسر ، { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } : وبيناه تبينا على مهل بحسب الوقائع ، عطف على فعل مقدر ناصب ل " كذلك " .


[3619]:قال صاحب البحران: نزل وأنزل مترادفان لا يقتضي التفريق في النزول، وعلى هذا لا يحتاج إلى كلفة توجيه /12 وجيز.
[3620]:لأن أمر الاحتجاج به والإعجاز لا يختلف بتروله جملة واحدة أو مفرقا / وجيز.