غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَوۡمَ يَرَوۡنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ لَا بُشۡرَىٰ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُجۡرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا} (22)

21

{ يوم يرون } بإضمار " اذكر " فيكون { لا بشرى } مستأنفاً أو بما دل عليه { لا بشرى } أي يوم يرون الملائكة يمنعون البشرى بالجنة وبرؤية الحق . { يومئذ } للتكرير وقوله { للمجرمين } ظاهر في موضع الضمير أو عام فيتناول هؤلاء لعمومه ، ولأجل هذا العموم استدلت المعتزلة به على القطع بوعيد كل مجرم وإن كان من أهل القبلة ، وحمل الأشاعرة الجرم على الكفر .

أما قوله : { حجراً محجوراً } فإنها كلمة يتلفظ بها عند لقاء عدوّ أو هجوم نازلة ، يضعونها موضع الاستعاذة يقول الرجل للرجل : تفعل كذا ؟ فيقول : حجراً . وقد ذكره سيبويه في باب المصادر التي ترك إظهار فعلها نحو " معاذ الله وعمرك الله ومعناه منعاً " أي أسأل الله أن يمنع ذلك منعاً كما أن المستعيذ طالبا من الله عز وجل أن يمنع المكروه . ووصفه بالمحجور للتأكيد كما يقال " شِعر شاعرٌ وجدّ جده " . والأكثرون على أن القائلين هم الكفار إذا رأوا الملائكة عند الموت أو يوم القيامة ، كرهوا لقاءهم وفزعوا منهم لأنهم لا يلقونهم إلا بما يكرهون فيقولون ما كانوا يقولونه عند نزول كل شدّة . وقيل : هم الملائكة ومعناه حراماً محرّماً أي جعل الله الجنة والغفران أو البشرى حراماً عليكم . يروى أن الكفار إذا خرجوا من قبورهم قالت الحفظة لهم : حجراً محجوراً . وقال الكلبي : الملائكة على أبواب الجنة يبشرون المؤمنين بالجنة ويقولون للمشركين : حجراً محجوراً . وقال عطية : إذا كان يوم القيامة تأتي الملائكة المؤمنين بالبشرى فإذا رأى الكفار ذلك قالوا لهم : بشرونا فيقولون : حجراً محجوراً .

/خ50