تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَوۡمَ يَرَوۡنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ لَا بُشۡرَىٰ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُجۡرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا} (22)

[ الآية 22 ] وقوله تعالى : { يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا } [ قال الحسن : { حجرا محجورا } هي كلمة ]{[14384]} من كلام العرب ؛ إذا كره أحدهم الشيء قال : حجرا [ محجورا ، أي حراما محرما ]{[14385]} فإذا رأوا الملائكة [ يكرهونهم قالوا ]{[14386]} : حجرا محجورا .

فعلى هذا القول الكفرة : هم يقولون : حجرا محجورا إذا رأوا الملائكة وما معهم من المواعيد .

قال بعضهم : إن الملائكة يتلقون المؤمنين بالبشرى على أبواب الجنة ، ويقولون للكفرة : لا بشرى لكم ، ويقولون : حجرا محجورا ، أي تقول الملائكة : حرام البشرى للمجرمين ، أو حرام عليهم الجنة أن يدخلوها . والحجر على هذا القول ، هو الحرام .

وقال بعضهم : الحجر ههنا ، هو المنع والحظر ؛ يقولون : إنهم يمنعون ، ويحظرون عما طمعوا ، وقصدوا ، بعبادتهم الملائكة والأصنام التي عبدوها حين{[14387]} قالوا :

{ هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] وقالوا{[14388]} : { وما نعبدهم إلا ليقرِّبونا إلى الله زُلفى } [ الزمر : 3 ] فيقول : يمنع عنهم ما قصدوا ، وطمعوا ، بعبادتهم

[ الملائكة ]{[14389]} .

أو يكون المنع : ثواب الخيرات التي عملوها في هذه الدنيا من صلة الأرحام والصدقات ونحوها مما هي في الظاهر خيرات ، منعوا ثوبها في الآخرة كقوله : { ولئن رُدِدتُ إلى ربي لأجدنّ خيرا منها مُنقلَبا } [ الكهف : 36 ] وقوله : { ولئن رُجِعتُ إلى ربّي إنّ لي عنده لَلحُسنى } [ فصلت : 50 ] ونحو ذلك كله ، والله أعلم .


[14384]:- في الأصل: كله، في م: قال الحسن: {حجرا محجورا} كله.
[14385]:- في الأصل وم: حرام هذا.
[14386]:- في وم: كرهتهم وقال.
[14387]:- في الأصل وم: حيث.
[14388]:- في الأصل وم: و.
[14389]:- ساقطة من الأصل وم.