قوله تعالى ذكره{[49710]} : { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا{[49711]} الملائكة }[ 21 ] ، إلى قوله{[49712]} : { على الكافرين عسيرا } [ 26 ] ، أي{[49713]} وقال المشركون الذين{[49714]} لا يخافون العذاب ، ولا يؤمنون ببعث{[49715]} ولا حساب{[49716]} لمحمد صلى الله عليه وسلم{[49717]} : هلا أنزل علينا الملائكة فتخبرنا أنك رسول حقا { أو نرى ربنا }[ 21 ] ، فيخبرنا بذلك . قاله ابن جريج وغيره{[49718]} .
غلطوا في صفات الله جل ثناؤه{[49719]} ، ولم يعلموا أنه لا يُرى في الدنيا فسألوا ما{[49720]} لا يمكن كونه{[49721]} ، كما غلط اليهود إذ قالوا{[49722]} { أرنا الله جهرة }{[49723]} وهذا مثل قولهم{[49724]} في سورة{[49725]} " سبحان " { أو تاتي بالله والملائكة قبيلا }{[49726]} ثم قال جل ذكره{[49727]} : { لقد استكبروا في أنفسهم } أي : تعظموا{[49728]} إذ سألوا مثل هذا الأمر الجليل وقوله : { ويقولون حجرا محجورا }[ 22 ] ، أي : تقول{[49729]} الملائكة لهؤلاء المشركين : حراما محراما عليكم اليوم البشرى ، قاله الضاحك وقتادة . {[49730]} وأصل الحجر المنع{[49731]} ، ومنه حجر القاضي على فلان ، ومنه حِجر الكعبة لأنه لا يدخل إليه في الطواف .
وقال{[49732]} : ابن جريج{[49733]} : هو قول من{[49734]} المجرمين ، وذلك{[49735]} أن العرب كانت إذا كرهت شيئا قالت : حجرا محجورا . فما{[49736]} رأى المجرمون ما يكرهون يوم القيامة . قالوا حجرا محجورا . يقولون ذلك للملائكة على عاداتهم في الدنيا أي : لا تعرضوا لنا ، وذلك لا ينفعهم . وكذا قال : مجاهد : هو من قول المجرمين يستعيذون من الملائكة{[49737]} .
قال أبو عبيدة : في معنى الآية : كان الرجل من العرب في الجاهلية إذا لقي رجلا في الشهر الحرام وبينه وبينه تِرة{[49738]} أو طلب ، قال : حجرا محجورا{[49739]} : أي : حرام{[49740]} عليك دمي وأذاي{[49741]} ، قال : فإذا رأى المشركون الملائكة يوم القيامة{[49742]} قالوا : حجرا محجورا : أي : حرام دماؤنا يظنون أنهم في الدنيا ، وأن ذلك ينفعهم . وعن ابن عمر أنه قال : إذا كان يوم القيامة تلقت الملائكة المؤمنين بالبشرى ، فإذا رأى ذلك الكفار قالوا لهم بشرونا ، فتقول لهم الملائكة : حجرا محجورا أي : حراما محرما{[49743]} عليكم البشرى فيأسون من الخير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.