جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجۡتَبِي مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (179)

{ ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه } : يا معشر المسلمين من التباسكم بالمنافقين أو يا معشر المؤمنين والمنافقين من الالتباس والاختلاط { حتى يميز الخبيث من الطيب } ؛ المنافق من المخلص بالوحي أو بتكاليف لا تذعن لها إلا الخلص كما ميز يوم أحد ، { وما كان الله ليُطلعكم على الغيب } فتعرفوا قلوب المخلصين والمنافقين ، { ولكن الله يجتبي من{[888]} رسله من يشاء } ، فيخبره ببعض المغيبات نزلت حيث قال المشركون : إن كان محمد صادقا فليخبرنا بمن يؤمن به ، ومن يكفر أو لما قال عليه الصلاة والسلام : ( عرضت على أمتي وأعلمت من يؤمن لي ومن يكفر بي ) قال المنافقون : إنه يزعم عرفان المؤمن من الكافر ، ونحن معه ولا يعرفنا ، { فآمنوا بالله ورُسله } : بصفة الإخلاص ، { وإن تؤمنوا } : حق الإيمان ، { وتتّقوا فلكم أجر عظيم } .


[888]:من بيانية، أو تبعيضية/12 منه.