جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (83)

{ أفغير دين الله يبغون } ، عطف جملة على جملة ، والهمزة توسطت للإنكار ، وقدم المفعول ؛ لأنه المقصود بالإنكار قيل : نزلت في أهل الكتاب حين اختصموا فزعم كل فريق أنه على دين إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم – ( كل منكم بريء من دينه ) فقالوا : لا نرضى بقضائك { وله أسلم } : انقاد ، { من في السماوات والأرض طوعا } : الملائكة والمسلمون ، { وكرها } : الكفرة حين البأس{[749]} أو لأنهم مسخرون تحت حكمه وسلطانه أو خوف السيف والسبي أو المراد{[750]} منه الأسير يجاء به في السلاسل{[751]} قيل هذا يوم الميثاق حين قال لهم : ( ألست بربكم ) ( الأعراف : 172 ) ، فقال بعضهم : ( بلى ) ( الأعراف : 172 ) كرها ، ونصبهما على الحال أي : طائعين ، ومكرهين ، { وإليه يُرجعون{[752]} } وعيد لهم أي : أيبغون غير دين الله مع أن المرجع إليه .


[749]:قال تعالى: (فلم يك ينفعهم إيمانهم) (غافر: 58)/12.
[750]:وعلى هذا المعنى الرابع نقل الطبراني حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [انظر تخريجه في الهامش الذي بعده] ثم اعلم أن المراد بمن في السماوات والأرض عموم الخلائق، وعلى التفسيرين المتوسطين لا يبقى عمومه فافهم/12 منه.
[751]:يقادون به إلى الجنة وهم كارهون هكذا ورد في الحديث/12 منه [ذكره الهيثمي في (المجمع) (6/326) وقال: (رواه الطبراني وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك)].
[752]:من قرأ بالياء المنقوطة من تحت فظاهر، ومن قرأ بالتاء فلأن الباغين هم المتولون والراجعين جميع الناس فناسب الخطاب/12 منه.