فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ} (83)

قوله : { أَفَغَيْرَ } عطف على مقدّر ، أي : أتتولون ، فتبغون غير دين الله ، وتقديم المفعول ؛ لأنه المقصود بالإنكار . وقرأ أبو عمرو وحده { يبغون } بالتحتية ، و «ترجعون » بالفوقية ، قال : لأن الأوّل خاص ، والثاني عام ، ففرّق بينهما لافتراقهما في المعنى . وقرأ حفص بالتحتية في الموضعين . وقرأ الباقون بالفوقية فيهما ، وانتصب { طوعاً وكرهاً } على الحال ، أي : طائعين ومكرهين . والطوع : الانقياد ، والاتباع بسهولة ، والكره : ما فيه مشقة ، وهو من أسلم مخافة القتل ، وإسلامه استسلام منه .

/خ85