جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥٓ أَلۡفَ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (5)

{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ } : يدبر أمر الدنيا منزلا من السماء إلى الأرض إلى يوم القيامة ، فإن السماء محل حكم الله ومنه ينزل الأمور ، { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } ذلك الأمر كله ، أي : يصير إلى الله لأن يحكم فيه ، { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ{[4026]} سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } وهو من يوم القيامة الذي كله خمسون ألف سنة ، يوم يعرض فيه الأعمال أو معناه نزول الملك بتدبير الدنيا وعروجه في يوم واحد من أيام الدنيا ولو قطعه أحد من بني آدم لما قطعه في ألف سنة لأن المسافة بين السماء والأرض خمسمائة فالنزول والعروج لا يمكن إلا بألف سنة ، والملائكة يقطعونها في يوم واحد فعلى هذا ضمير إليه للسماء أو ينزل قضاؤه وقدره من السماء إلى الأرض ثم يرفع الأعمال إلى ديوانها فوق السماء بيوم واحد مع أن المسافة مسافة ألف ، قيل : معناه يدبر من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرض يبين ما تحت تصرفه وسلطانه ، ثم يرفع الأعمال إلى ديوانها فوق سماء الدنيا ، ومسافة ما بين السماء والأرض خمسمائة وسمك السماء خمسمائة أخرى ،


[4026]:و عن ابن عباس: أنه سئل عن خمسين ألف سنة ؟ فقال: أيام سماها الله لا أدري ما هي وأكره أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم /12 كمالين.