فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥٓ أَلۡفَ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (5)

{ يعرج } يصعد .

{ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون } يمضي ما أراده سبحانه محكما متقنا منزلا له بإنزال أسبابه من السماء إلى الأرض ، ويسير شئون الدنيا في السماء إلى الأرض حتى تقوم الساعة ثم يصعد إليه تعالى ويصير الأمر كله ليحكم فيه في يوم القيامة الذي يقدر بألف سنة ، بل وبخمسين ألف سنة .

يقول الألوسي : وأقول : إن الآية من المتشابه ، وأعتقد أن الله تعالى يدبر أمور الدنيا وشؤونها ، ويريدها متقنة ، وهو سبحانه مستو على عرشه ، وذلك هو التدبير من جهة العلو ، ثم يصعد خبر ذلك مع الملك إليه عز وجل إظهارا لمزيد عظمته- جلت عظمته- وعظيم سلطته- عظمت سلطنته- إلى حكم هو – جل وعلا- أعلم بها ، وكل ذلك بمعنى لائق به تعالى ، مجامع للتنزيه ، مباين للتشبيه –حسبما يقوله السلف في أمثاله- اه .

يقول القرطبي : وقوله : { إليه } يعني إلى المكان الذي أمرهم الله تعالى أن يعرجوا إليه ، وهذا كقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ) . . إني ذاهب إلى ربي سيهدين( {[3497]} أراد أرض الشام ، وقال تعالى : ) . . ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله . . ( {[3498]} أي إلى المدينة . . {[3499]}اه


[3497]:سورة الصافات. من الآية 99.
[3498]:سورة النساء. من الآية 100.
[3499]:نفسيره[ الجامع لأحكام القرآن] جـ 14 ص 89.