ثم قال تعالى [ ذكره ] {[55034]} : { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض } ، أي : هو يدبر الأمر من السماء إلى الأرض .
{ ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة } .
قال مجاهد : يعني نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد ، وذلك اليوم مقداره ألف سنة لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمس مائة عام {[55035]} .
وهو معنى قول قتادة والضحاك وعكرمة {[55036]} وقاله ابن عباس {[55037]} . وهو اختيار الطبري {[55038]} .
وقال {[55039]} ابن عباس : إن المعنى أن هذا اليوم من الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض وما بينهما كألف سنة من سني الدنيا {[55040]} .
وعن ابن عباس : أن المعنى ثم تعرج إليه الملائكة بالأمر في يوم مقدار ذلك اليوم ألف سنة من سني الدنيا {[55041]} .
وعن مجاهد : أن المعنى : كان مقدار ذلك التدبير ألف سنة من أيام الدنيا {[55042]} .
وقيل : التقدير : كان مقدار ذلك العروج ألف سنة من أيام الدنيا {[55043]} .
وقيل : المعنى : يدبر الله أمر الدنيا وما حدث فيها مما يجازي عليه الناس وغيرهم من أهل السماء إلى أن تقوم الساعة ويبعث الناس إلى الحساب ، ثم يعرج إليه ذلك الأمر فيحكم فيه في يوم كان مقداره ألف سنة ، وهو يوم القيامة {[55044]} .
وقيل : معناه يدبر الشمس في طلوعها من المشرق وغروبها في المغرب ومدارها في العالم من السماء إلى الأرض لأنها على أهل الأرض تطلع ، وفوق الأرض تطلع إلى أن تغرب وترجع إلى موضعها من الطلوع في يوم [ كان ] {[55045]} مقداره في المسافة ألف سنة {[55046]} .
والهاء في يعرج إليه : قيل تعود على السماء لأنها تذكر {[55047]} .
وقيل : تعود على الله جل ذكره {[55048]} . فأما قوله في " المعارج "
{ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } {[55049]} .
فمعناه على قول ابن عباس : أنه يوم القيامة يراد [ به ] {[55050]}قال : جعله الله على الكفار مقدار ألف سنة/ .
وقال وهب بن منبه : [ ما ] {[55051]} بين أسفل الأرض إلى العرش مقدار خمسين ألف سنة من أيام الدنيا {[55052]} .
وقيل عنه : الدنيا من أولها إلى آخرها خمسون ألف سنة لا يدري أحدكم [ كم ] {[55053]} مضى منها ولا كم بقي .
وقيل : يوم القيامة أيام ، فمنه مقداره ألف سنة ، ومنه ما مقداره خمسون ألف سنة {[55054]} .
واليوم في اللغة بمعنى الوقت {[55055]} .
فالمعنى تعرج الملائكة والروح إليه [ في وقت مقداره ألف سنة و ] {[55056]} في وقت آخر مقداره خمسون ألف سنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.