الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥٓ أَلۡفَ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (5)

ثم قال تعالى [ ذكره ] {[55034]} : { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض } ، أي : هو يدبر الأمر من السماء إلى الأرض .

{ ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة } .

قال مجاهد : يعني نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد ، وذلك اليوم مقداره ألف سنة لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمس مائة عام {[55035]} .

وهو معنى قول قتادة والضحاك وعكرمة {[55036]} وقاله ابن عباس {[55037]} . وهو اختيار الطبري {[55038]} .

وقال {[55039]} ابن عباس : إن المعنى أن هذا اليوم من الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض وما بينهما كألف سنة من سني الدنيا {[55040]} .

وعن ابن عباس : أن المعنى ثم تعرج إليه الملائكة بالأمر في يوم مقدار ذلك اليوم ألف سنة من سني الدنيا {[55041]} .

وعن مجاهد : أن المعنى : كان مقدار ذلك التدبير ألف سنة من أيام الدنيا {[55042]} .

وقيل : التقدير : كان مقدار ذلك العروج ألف سنة من أيام الدنيا {[55043]} .

وقيل : المعنى : يدبر الله أمر الدنيا وما حدث فيها مما يجازي عليه الناس وغيرهم من أهل السماء إلى أن تقوم الساعة ويبعث الناس إلى الحساب ، ثم يعرج إليه ذلك الأمر فيحكم فيه في يوم كان مقداره ألف سنة ، وهو يوم القيامة {[55044]} .

وقيل : معناه يدبر الشمس في طلوعها من المشرق وغروبها في المغرب ومدارها في العالم من السماء إلى الأرض لأنها على أهل الأرض تطلع ، وفوق الأرض تطلع إلى أن تغرب وترجع إلى موضعها من الطلوع في يوم [ كان ] {[55045]} مقداره في المسافة ألف سنة {[55046]} .

والهاء في يعرج إليه : قيل تعود على السماء لأنها تذكر {[55047]} .

وقيل : تعود على الله جل ذكره {[55048]} . فأما قوله في " المعارج "

{ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } {[55049]} .

فمعناه على قول ابن عباس : أنه يوم القيامة يراد [ به ] {[55050]}قال : جعله الله على الكفار مقدار ألف سنة/ .

وقال وهب بن منبه : [ ما ] {[55051]} بين أسفل الأرض إلى العرش مقدار خمسين ألف سنة من أيام الدنيا {[55052]} .

وقيل عنه : الدنيا من أولها إلى آخرها خمسون ألف سنة لا يدري أحدكم [ كم ] {[55053]} مضى منها ولا كم بقي .

وقيل : يوم القيامة أيام ، فمنه مقداره ألف سنة ، ومنه ما مقداره خمسون ألف سنة {[55054]} .

واليوم في اللغة بمعنى الوقت {[55055]} .

فالمعنى تعرج الملائكة والروح إليه [ في وقت مقداره ألف سنة و ] {[55056]} في وقت آخر مقداره خمسون ألف سنة .

" إلى الأرض " تمام {[55057]} عند الأخفش {[55058]} .


[55034]:ساقط من ج
[55035]:انظر: جامع البيان 21/91، والمحرر الوجيز 13/30، والدر المنثور 6/537
[55036]:انظر: جامع البيان 21/91، والمحرر الوجيز 13/30، والدر المنثور 6/537
[55037]:انظر: المصادر السابقة
[55038]:انظر: جامع البيان 21/93
[55039]:ج: "وعن"
[55040]:انظر: جامع البيان 21/92، والدر المنثور 6/537
[55041]:المصدران السابقان
[55042]:انظر: جامع البيان 21/92، والجامع للقرطبي 14/87
[55043]:انظر: جامع البيان 21/91، وفيه نسبة هذا القول إلى علي وابن عباس
[55044]:انظر: الجامع للقرطبي 14/87 وقد جاء فيه هذا القول مختصرا وغير منسوب أيضا
[55045]:ساقط من ج
[55046]:انظر: فتح القدير 4/248
[55047]:انظر: البحر المحيط 7/198
[55048]:المصدر السابق
[55049]:المعارج: آية 4
[55050]:متآكل في ح
[55051]:متآكل في ح
[55052]:انظر: الجامع للقرطبي 14/89
[55053]:تكررت مرتين في ج
[55054]:انظر: الجامع للقرطبي 14/88، وفتح القدير 4/249، وجاء هذا القول فيهما غير منسوب أيضا.
[55055]:جاء في التاج مادة "اليوم معروف مقداره من طلوع الشمس إلى غروبها، أو من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وقد يراد باليوم: الوقت مطلقا"
[55056]:مثبت في طرة ج
[55057]:أي وقف تمام، وقد تقدم شرح الوقف التمام
[55058]:انظر: القطع والائتناف 570 حيث قال أبو جعفر التحاس إن الأخفش قد خولف في هذا "يعرج" معطوف على "يدبر" "والتمام" كان مقداره ألف سنة مما تعدون.