قوله : { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً } العامة على النصب على أنَّ «كان » ناقصة واسمها ضمير الأَخْذ لدلالة السِّياق عليها و «صَيْحَةً » خبرها . وقرأ أبو جعفر وشيبَةُ ومُعاذ القَارئ{[45998]} برفعها{[45999]} على أنها التامة أي إن وَقَعَ وحَدَثَ وكان ينبغي أن لا يلحق تاء التأنيث للفصل
«بإلا » بل الواجب في غير ندور واضطرار حذف التاء{[46000]} نحو : مَا قَامَ إلاَّ هِنْدٌ{[46001]} . وقد شذ الحسن وجماعة فقرأوا : { لاَ ترى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ }{[46002]} [ الأحقاف : 25 ] كما سيأتي إن شاء الله تعالى وقوله :
4175- . . . . . . . . . . . . . . . . . . وَمَا بَقِيَتْ إلاَّ الضُّلُوعُ الجَرَاشِعُ{[46003]}
4176- مَا بَرِئَت مِنْ رِيبَة وَذَمّ . . . فِي حَرْبِنَا إلاَّ بَنَاتُ العَمّ{[46004]}
قال الزمخشري : أصله إن كان{[46005]} شيء إلا صيحة فكان الأصل أن يذكر ، لكنه تعالى أنّث لما بعده من المفسر وهو الصيحة
وقوله : «وَاحِدَةٌ » تأكيد لكون الأمر هيّناً{[46006]} عنده وقوله : { فَإِذَا هُمْ خَامِدُون } إشارة إلى سرعة الهلاك فإن خمودهم كان من الصيحة في وقتها لم يتأخر ووصفهم بالخمود في غاية الحسن
لأن الحي فيه الحرارة الغريزية وكلما كانت الحرارة أوفر كانت القوة الغضبية والشهوانية{[46007]} أتم ، وهم كانوا كذلك أما الغضب فإنهم قتلوا مؤمناً كان ينصحهم ، وأما الشهوة فلأنهم احتملوا العذاب الدائم بسبب استيفاء اللذات الخالية فإذن كانوا كالنار الموقَدَة لأنهم كانوا جبارين ومستكبرين كالنار ومن خلق منها{[46008]} . «فَإذَا هُمْ خَامِدُونَ » :ميتِّون . قال المفسرون : أخذ جبريل بعضادتي باب المدينة ثم صاح بهم صيحة واحدة فإذا هُمْ خامدن ميتون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.