الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ خَٰمِدُونَ} (29)

قوله : { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً } : العامَّةُ على النصبِ على أنَّ " كان " ناقصةٌ ، واسمُها ضميرُ الأَخْذَةِ ، لدلالةِ السياقِ عليها . و " صيحةً " خبرُها . وقرأ أبو جعفر وشيبةُ ومعاذٌ القارئُ برفعِها ، على أنها التامةُ أي : وقع وحَدَثَ وكان ينبغي أَنْ لا تلْحق تاءُ التأنيث للفصلِ ب " إلاَّ " ، بل الواجبُ في غير نُدورٍ واضطرارٍ حَذْفُ التاءِ نحو : " ما قام إلاَّ هند " وقد شَذَّ الحسنُ وجماعةٌ فقرؤوا :{ لاَ تُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } كما سأبيِّنه في موضعه إن شاء الله وقال الشاعر :

3780 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وما بَقِيَتْ إلاَّ الضُّلوعُ الجراشِعُ

وقال آخرِ :

4781 ما بَرِئَتْ مِنْ رِيْبَةٍ وذَمِّ *** في حَرْبِنا إلاَّ بناتُ العَمِّ